غداً، ينطوي العام ،2005 وهو يحمل معه مجموعة من الحوادث المهمة والذكريات المؤلمة في غالبها على امتداد مساحة الوطن العربي كاملا. وإذا كان لابد من عنوان رئيسي للتطورات التي شهدها ونحن نودع يومه الأخير، ونستعد لاستقبال عام جديد، فإن العنوان الأقرب إلى الواقع ربما يكون «عام الإخفاقات والانتكاسات» التي طغت على المشهد السياسي في عالم بات يستظل بغيمة داكنة السواد تحركها حكومة عالمية شمولية بكل المقاييس. لن أمارس أي نوع من أنواع العرافة أو التنجيم لكنني أجزم أن العام المقبل سيكون الأخطر في تاريخ البشرية. وأن مجموعة الحوادث التي ستجري فيه ستحمل طبيعة مدمرة وان استحقاقاته ستكون كارثية، بما أن أميركا هي القطب الأوحد في العالم. فإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش باتت تمسك بمجموعة هائلة من الخيوط وبـ «العصا الغليظة» في آن واحد. وفي استقبال العام 2006 يبدو أن مبيعات كتاب «بوش والأبراج 2006»، تغلب على مبيعات كتاب المنجمة اللبنانية كارمن قديح شماس لهذا العام، خصوصاً عقب بدء السيدبوش بمشروعه الخاص في إرساء الديمقراطية في العالم عموماً وفي «الشرق الأوسط الكبير» على وجه الخصوص، والذي تحولت بلدانه إلى محميات أميركية يقوم على حمايتها أحدث ما توصل إليه العلم في مجال التقنيات العسكرية الفتاكة وأعتى أجهزة الاستخبارات في العالم. ومن أبرز مقتطفات «بوش والأبراج 2006» هي: ­ يشهد العالم العربي مشروع «خطبة» بين الإسلام السياسي والديمقراطية، ربما يمهد ذلك لـ «زواج» أبدي سعيد، (والعكس صحيح طبعا). ­ الهلال الخصيب: يتوقع أن يشهد هزات ارتدادية قاسية نتيجة لعدم اعتماده على كتيب السيدبوش للوصول إلى الديمقراطية، لذلك سيكون أمامه «سكة» سفر طويلة للوصول إلى «قطار الديمقراطية». ­ الخليج: سيظل نجمه ساطعا طالما حافظ على أسعار النفط، كما انه سينشغل في الفترة المقبلة بمناقشة الإصلاح السياسي والاقتصادي. ­ مصر: ستواصل التذبذب بين ماض سلطوي وحاضر ومستقبل يطلق عليه «تعددي ديمقراطي»، مع أرجحية البقاء على مبدأ سلطة الحزب الواحد. إذا أردت أن تعرف مستقبل دولتك في العام ،2006 فما عليك سوى أن تضرب مساحة دولتك في قوة علاقتكم بالإدارة الأميركية، ومن ثم تقسمها على نصيبكم من حوادث وكوارث العام ،2005 من خلال هذا الرقم ستعرف مدى سعادتك في العام المقبل. علما بأنك إن كنت من الدول التي تحصل على نسبة 50 في المئة فما فوق من المجموع فستكون الدولة الأوفر حظاً، والعكس صحيح