على رغم أن ماليزيا بلد غالبيته مسلمة فانها تحتفل بأعياد الميلاد (الكريسماس)، ورأس السنة بصورة لا يمكن لزائر أن يغفلها، اذ تقام الاحتفالات في كل مدينة ماليزية أياً تكن اثنيتها بل ان العاصمة (كوالالمبور) تفننت فيها مطاعمها ومحلاتها ومجمعاتها التجارية المتناثرة هنا وهناك بشتى أنواع التصاميم لتزدان بها احتفالاً بأعياد الميلاد (الكريسماس) ورأس السنة. حتى ان موسيقى الميلاد المعروفة وأغنياتها تسمعها في المجمعات التجارية التي هي الاخرى تنظم برامج حية يشارك فيها الجميع من الماليزيين والمقيمين اضافة إلى السياح الأجانب من عرب وأوروبيين. المراقب لهذه الأجواء في هذا البلد المسلم يجده بحق بلداً يتميز بخصوصية وتسامح ديني رائع مقارنة ببعض الدول العربية والإسلامية الاخرى. فالماليزيون يتباهون بأن عاصمتهم تحتضن أطول شجرة أرز للميلاد في جنوب شرق آسيا لهذا العام في ابراج «بتوناس» التي تضم في جعبتها مجمعاً تجارياً مترامي الأطراف. وإذ كان السياح اليوم يقصدون كوالالمبور من أجل التسوق والترفيه العائلي فهي بلا شك مدينة عصرية مليئة بالنشاط وهي العاصمة الاتحادية لماليزيا سياسياً وتجارياً. وعلى رغم تحول كوالالمبور إلى مدينة في غاية الحداثة فانها مازالت تحافظ على سحرها القديم وهذا يبدو جلياً في مبانيها الضخمة التي بنيت في الحقبة الاستعمارية وأيضاً في أسلوب ممارسة الأعمال التجارية. وكوالالمبور التي تضم قصر السلطان عبدالصمد الذي يقصده السياح كونه يتوسط، ميدان التحرير الذي انزل فيه العلم البريطاني في 31 أغسطس/ آب في العام 1957 هي مدينة تجمع بين الحداثة والأصالة بينما الأهم من ذلك انها تجمع روح التسامح الديني والأثني الذي نفتقده اليوم في البحرين وذلك من خلال مشاركتها في الاحتفالات الدينية المختلفة للماليزيين أصحاب الديانة المسيحية ومن دون تحفظ... وهذا مجرد نموذج واحد لتسامحهم الديني
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1210 - الأربعاء 28 ديسمبر 2005م الموافق 27 ذي القعدة 1426هـ