العدد 1210 - الأربعاء 28 ديسمبر 2005م الموافق 27 ذي القعدة 1426هـ

حي «لي هال» يغير مظهره

باريس ­ أنيك بيانكيني 

تحديث: 12 مايو 2017

يستعد حي «لي هال»، مركز باريس الكبير والمدينة العالمية، لتجديد شكله. تاريخياً، مزج هذا الحي دائماً، سواء في الليل أم في النهار، النشاطات الاقتصادية والحياة اليومية لسكانه بالتسلية والثقافة. يعبر «فوروم دي هال» 800,000 شخص في اليوم. لكن يلزم الاعتراف بأن الحي شاخ، وتنوعت الرهانات على عملية التجديد الهائلة من حيث النواحي الوظيفية، المعمارية والجمالية. فاز مشروع المعماري ديفيد مانجان في إعادة قولبة الفوروم. وحمل مشروعه شعار «سقف في حديقة» الذي جذب اهتمام المنتخبين والجمهور، وحوى حيزاً مشهدياً شاسعاً غرست فيه الأشجار واكتسى بالعشب الأخضر في وسطه، يندمج فيه مربع كبير يعبره رواق على غرار «الرملة» الإسبانية: إنه خيار بتنظيم مديني حديث فعلاً. بعد مضي ثلاثين عاماً على تهديم مباني بالتار وفوروم دي هال الذي سمي حقاً «حفرة لي هال» مازالت ذكرى الصدمة المعمارية حاضرة. لكن بلدية باريس تود إعادة قولبة جذرية لهذا الموقع الذي يجمع على طوابقه الخمسة تحت أرضية أكبر مساحة تجارية في أوروبا واحدة من أهم محطات النقل الداخلي في العاصمة، ومحلاً تجارياً هو «لا فناك» (أكبر مكتبة فرنسية) ومجمعاً سينمائياً هائلاً مع تجهيزات عدة. علاوة على محطة مترو وقطار «شاتليه لي هال» التي تمثل بوابة العاصمة للكثير من السياح الذين يصلون عبر مطاري رواسي وأورلي أو محطتي القطار: الشمال وليون. على إثر استدعاء عروض تم على الصعيد الأوروبي، جرى اختيار أربعة عروض ممتازة لأربعة معماريين بغية إعادة ابتكار «بطن» باريس القديمة: الأول هو عرض قدمه الفرنسيان جان نوفل من مكتب (AJN) وديفيد مانجان من مكتب (Seura)، وعرض آخر من الهولنديين رم كولهاس، من مكتب (Oma) وعرض أيضاً من ويني ماس من مكتب (Mvrdv). وبمبادرة جريئة، قامت بلدية باريس بعرض مشروعات خلال صيف 2004 أمام جمهور بلغ عدده 125,000 شخص، بعضهم دّون ملاحظاته في كراس وضع تحت تصرفهم. وقع خيار البلدية على عرض المعماري الفرنسي ديفيد مانجان، صاحب النظرية الحريصة على العيش في المدينة، والمشهور بجودة تعليمه وبصفته مخطط مدن ممتازاً. وبين برنامجه عن استراتيجية مدينية في منتهى الوضوح، قادرة على الرد على تعرقل الحي بدل عرض مشروع معماري حقيقي. وصف عمدة باريس برتران ديلانوي مشروع الفريق سورا ديفيد منجان، أمام الصحافيين في 15 ديسمبر/ كانون الأول ،2004 بأنه «طموح وواقعي»، وقال إنه يعبّر في الوقت نفسه عن «الإبداع والنعومة ويقدم أفقاً في وسط العاصمة». أين يقع وسط باريس؟ وأي وسط نريد؟ يقول ديفيد مانجان: «أردنا وضع حي لي هال في منظومة الأماكن الشاسعة والحدائق العامة الكبيرة، عبر وصلها بمتحف اللوفر وحي باليه رويال، وبحي بوبور وبساحة دي فوج». يعالج المشروع المشهدي لهذا الفريق ذي النفحة الباريسية وبشكل شبه محدود، المكان الممتد بين المربع وبورصة التجارة التي يعاد تقييمها. ستصبح هذه المباني أماكن الموقع الرمزية مع مركز تصميم وموضة، ومطعم مرتفع وجامعة لكل المعارف. يضيف ديفيد مانجان: «مشروعنا هو للمواطن، ويسمح للجميع التعايش، سواء كانوا من المقيمين أو سياحاً أو عاملين، ويهدف إلى جمع جودة الحياة والجودة المعمارية». فهناك الحديقة التي تمتد على مساحة أربعة هكتارات وتحوي ممرات شمال ­ جنوب وشرق ­ غرب، يريد المعماري المشهدي فيليب راغان تنظيمها مع مصمم الأضواء لوي كلار. تغطى هذه الممرات العامة بسقف كبير مربع الشكل تتابع فيه صفائح مع النحاس المصقول بلون أخضر مع الأضواء. لكن هذا السقف الشاسع الذي يمتد على مساحة هكتارين ويرتفع 9 أمتار والذي يريد ديفيد مانجان تشييده فوق الفوروم، لن يبصر النور كما صمم، لأن عمدة باريس أراد لهذا الجزء الأكثر تعقيداً في المشروع استدعاء عروض دولية يحدد المعماري نفسه دفتر الشروط فيها. كيف سيكون الشكل وكم ستكون الأبعاد؟ يقول عمدة باريس برتران ديلانوي: «تتطلب أهدافنا إبداعاً حقيقياً في حيز متحرر يتسم بشيء من الخفة الشاعرية والشفافية». سبق لعمدة باريس ولمساعديه أن أعلنوا أنه لن يجري تبني أيّ من المجسمات كما هي وظلوا عند وعدهم. لكن سيجري احترام المبادئ العامة لمشروع ديفيد ماجان، على سبيل المثال: الساحة العامة، تناغم وظائف المكان، تأمين شبكة المواصلات والممر الكبير. لقد اقتضى أيضاً إحياء لي هال في الليل، يقول ديفيد مانجان: «سيحيا المبنى المربع الذي يضاهي في علوه الأشجار في الليل، بفضل التلاعب على الأضواء لكن من دون أن يشكّل مبنى في النهار». إنها فكرة معاصرة جداً في تصميم المدينة والمعمارية انطلاقاً من المد والأضواء، أي جوهر التنظيم. يعتبر مشروع مانجان أرخص المشروعات التي عرضت وستبلغ كلفته 200 مليون يورو، لكن هذا المبلغ سيتم تجاوزه بسبب العروض المعمارية الجديدة، ولن نعرف الوجه النهائي لحي لي هال مع بداية الأشغال، أي بعد سنتين والتي من المتوقع أن تنتهي العام .2012 ثمة مسألة أكيدة وهي أن «المعمارية ستكون أنيقة، ومن فن القرن الحادي والعشرين، ونود العناية بتصميمها»، بحسب استنتاج عمدة باريس





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً