على حين غرة ومن دون مقدمات أشهرت الحكومة التشادية الحرب مع الحكومة السودانية بسبب ما وصفته تدخل الخرطوم في إثارة القلاقل إلى عمق أراضيها بهدف قلب نظام الحكم، ما دعا الرئيس التشادي إدريس ديبي إلى دعوة شعبه إلى إعلان التعبئة الوطنية تمهيداً لخوض حرب مع السودان، كلام نجامينا أثار دهشة الخرطوم بسبب ما ذهبت إليه بإعلان حال الحرب من دون مقدمات. نجامينا اتهمت الخرطوم بتسليح منشقين تشاديين اتخذوا من إقليم دارفور موقعا لهم لتصدير بالمصطلح «الغربي» الإرهابيين إلى دول الجوار عند الحدود الغربية من السودان والجهة الشرقية من تشاد في مدينة ادري خصوصاً. التصريحات المتناقضة إضافة إلى تصرف نجامينا بإثارة الحرب وتقديم دعوى مباشرة إلى مجلس الأمن متجاهلة دور الاتحاد الإفريقي أدانه البيت الإفريقي واستنكر فيه موقف الرئيس التشادي الأحادي المنفرد. المراقبون اعتبروا تصرف تشاد بإشهار الحرب وراءه دافع تدويل القضية وكسب المزيد من الوقت لضمان بقاء الرئيس ديبي لفترة أطول في الحكم وتغطية على خلافاته الداخلية بسبب علاقاته المتوترة مع قبيلة الزغاوة التي ينتمي إليها والتي دخلت في منازعة معه. جمهورية السودان يحدها من الغرب تشاد ومن الشمال مصر ومن الشرق إريتريا وإثيوبيا الدولتان اللتان على وشك خوض حرب حقيقية وفقاً لما آلت إليه الأمور بين الطرفين وموقف أسمرة بطرد بعثة الأمم المتحدة المخولة لمراقبة هدنة وقف إطلاق النار عند الحدود. كما أن الخرطوم مازالت تعاني من تداعيات تدويل أزمة دارفور ومزاعم دعم الحكومة للجنجاويد حتى تصبح بين ليلة وضحايا على وشك خوض حرب مع تشاد التي خرجت للتو من حرب طاحنة امتدت قرابة عقدين من الزمن أوقعت ملايين الضحايا بين الجنوب المسيحي والشمال الإسلامي حتى تصحو على مزاعم زعيم إفريقي لا يسعى من وراء الالتفاف الدبلوماسي سوى كسب المزيد من الوقت والحصول على دعم حلفاء خارجيين بغرض البقاء طويلاً على الكرسي كعادة أي زعيم لا يفقه من أمر الديمقراطية شيئاً سواء قتل وسلب أرواح الشعب الأبرياء. فهل سمعت بزعيم ورئيس في عالمنا هذا يضحي بكرسيه لأجل سمعته ؟ أبداً وكلا
العدد 1208 - الإثنين 26 ديسمبر 2005م الموافق 25 ذي القعدة 1426هـ