الموقف يجب أن يكون صريحاً وواضحاً للجميع. .. إن الدعوات التى تطلق هنا أو هناك لا تمثل حقيقة ما يؤمن به الشعب البحريني، بل ولا تخدم أحداً، ومن شأنها تهديد وحدتنا الوطنية. يجب أن نتحلى بالمسئولية في المواقف وفي الشعارات وفي اختيار الألفاظ وفي طرح المطالب، وأن تكون الأطروحات عقلانية... لماذا يتم القفز على الإجماع الوطني وعلى كل علماء ورموز البلد بهذه الأطروحات؟ لماذا لا يسمع كلام الرموز في أطروحاتهم الداعية إلى العقلانية والتوازن؟ فهل هؤلاء أيضاً لا تهمهم مصلحة البلاد؟ السؤال: ما الذي يحدث؟ إلى أين نحن سائرون؟ هل في ذلك خدمة لدين أو لوطن أو لأجيال؟ هذه الأطروحات الغريبة والمؤسفة لم تطرح حتى أيام سطوة قانون أمن الدولة، فلماذا تطرح الآن ونحن في بداية لمّ الشمل وتضميد الجروح وتطييب الخواطر للوصول إلى بر الأمان لأبنائنا البحرينيين ولمستقبل للجميع؟ فمن منطلق المسئولية الشرعية والوطنية أقول: إن هذه الأطروحات مرفوضة ولا تمثل المجتمع البحريني بشتى أطيافه. هذه الرومانسيات، وهذه العواطف ستؤخرنا سنة ضوئية إلى الخلف. إن الموقف التاريخي الذي هو محل إجماع وطني عام هو ما حدث من موقف تاريخي مشرف لشعب البحرين في وقوفهم صفاً واحداً لأجل عروبة واستقلال البحرين في ،1970 وكان ولايزال الاستفتاء الذي جرى محل اعتزاز كل بحريني غيور. وهذا الموقف هو موقف تاريخي مازال محل عزة وفخر لكل البحرينيين. والموقف الآخر هو الإجماع الوطني في التصويت على الميثاق الوطني لدعم جلالة الملك في مشروعه الإصلاحي. ليس من الإنصاف أن نقول: إن لا شيء تغيّر في هذه السنوات الأربع. هناك إنجازات ومكاسب لصالح المجتمع. نعم هناك تلكؤات، هناك ملفات لم تحل، مازال الجميع يعمل لحلها بالأسلوب العقلاني الرزين. ولكن القول» إن لا شيء تغيّر بل إلى الأسوأ، فهذا حديث غير صحيح. دعونا نعمل بالأسلوب العلمي وعبر المنهج الحكيم ووفق الشعار الوطني الذي لا يضيع المجهودات. المجتمع البحريني بأطيافه ومؤسساته وكل المملكة يضعون يدهم في يد جلالة الملك للعمل من أجل بناء البحرين ودعم التنمية السياسية والاقتصادية. وعبر سياسة الخطوة خطوة نستطيع التطوير ودعم المشروعات التي تخدم المواطن، فنعمل لأجل الرفع من معيشة المواطن. علينا أن نعمل سوياً، يداً بيد للحفاظ على أمن البلاد، وأن نستمع إلى العقلانية والتحلي بالمسئولية خدمة للدين والوطن ومستقبل المملكة. فلنكن أحرص الناس على أمن البلاد... هذا هو خطاب العقل الذي ينبغي البوح والجهر به بلا مجاملات، من أجل الحفاظ على تاريخ وحاضر ومستقبل المملكة... حفظ الله البحرين قيادة وشعباً
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1208 - الإثنين 26 ديسمبر 2005م الموافق 25 ذي القعدة 1426هـ