العدد 1208 - الإثنين 26 ديسمبر 2005م الموافق 25 ذي القعدة 1426هـ

فخرو: وصول التشكيل العالمي إلى الستينات كان إيذاناً بتكرار نفسه

خلال محاضرة لها بالملتقى الثقافي الأهلي

أكدت التشكيلية البحرينية بلقيس فخرو أن وصول الفن التشكيلي العالمي الى مرحلة الستينات كان إيذانا بتوقفه وإعادة تكرار نفسه. وقالت: «لقد حاول التجريديون في الخمسينات من القرن العشرين تقديم الجديد إذ كانت تلك الفترة فترة تكون للفن. أما في الستينات فلم تكن هناك أية إضافات. اللهم الا ظهور «البوب آرت» الذي يعني رسم المرأة الأميركية بشكلها الواقعي، وذلك يعني عودة الصور». جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقتها فخرو مساء الثلثاء الموافق 20 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بالملتقى الثقافي الأهلي والتي تناولت فيها ملامح من تاريخ الحركة التشكيلية في العالم. وأوضحت فخرو ظهور المدرسة الوحشية والمدرسة التعبيرية حين قالت: «مع بداية القرن العشرين ظهرت المدرسة الوحشية والمدرسة التعبيرية. وظهر منها سيزان الذي تأثر كثيراً بالزخارف الشرقية والذي يحلو لبعض النقاد القول في حقه إنه لولاه لما دخلنا العصر الحديث فمنه قد انطلقت التكعيبية، كما ظهر أيضا ماتيس. الذي كانت لوحاته متأثرة أيضا بالزخرفة الشرقية. اذ كان يوظف الزخرفة ويعطي احساسا كبيرا بالمساحات. كما كان هناك أيضا من الفنانين التعبيريين «بولارد» و«بونارد» وهم من مجموعة «النابيز» وهي مجموعة يهودية تتمثل اضافتها في الألوان. اذ قاموا في لوحاتهم بتوزيع الألوان بطريقة تشبه طريقة الوحشيين ولكن بطريقة أقرب الى عمل الواقعيين. فالمدرسة الوحشية كان جمالها يتمثل في وضع اللون كما هو ولكن مع إمكان تحريكه فنجد مثلا أن لون البحر يمكن أن يكون ورديا. وكل ذلك من أجل الإثارة اللونية. وهنا يبرز لنا الفرق بين المدرسة الفرنسية والمدرسة الألمانية التعبيرية. اذ كان الألمانيون يقيمون وزنا أكبر للاحساس بينما الفرنسيون كانوا أكثر حدّة في الألوان وتناغمها وجمالها. فاحدى لوحات ماتيس المعروفة باسم المرأة ذات القبعة وهي زوجته تبرز لنا جمال اللون الطاغي».

الدنماركيون

وعن تجربة التشكيليين الدنماركيين أوضحت «أن هناك من يقول إن المدرسة الوحشية والمدرسة التعبيرية لم تقدما الشيء الكثير لأنهما كانتا تحتفظتان بالبعد الثالث. ولكن عندما نترك الحديث عن الجنوبيين اللاتينيين الفرنسيين ونتحدث عن الدنماركيين نجد أن هاجس الموت والحياة هو الذي يشغلهم، إذ نلاحظ في لوحاتهم أن الحياة تبدأ باللون الأبيض وتنتهي باللون الأسود. وفي وسط لوحاتهم رقصة الحياة اذ لا تشرق الشمس وانما هي دائما في غروب. كمثال لوحة مونك ذات الأحاسيس القوية وهي لوحة الصرخة. وامتدادا لمونك كانت هناك المدرسة التعبيرية الألمانية. اذ كان جدهم الأكبر هو فان كوخ. فنجد مثلا في احدى لوحاتهم «العشاء الأخير» التأثر البالغ على السيد المسيح وهو يودع الأطفال».

مجموعة الجسر

وتحدثت فخرو عن مجموعة الجسر ومجموعة الحصان فأشارت إلى «أن مجموعة الجسر ومجموعة الحصان الأزرق انبثقت عن المدرسة التعبيرية وقد كانوا في أعمالهم يقتربون كثيراً من المدرسية الوحشية الفرنسية. ومن ثم يبدأ الحديث عن سيد القرن العشرين بيكاسو وأعماله العالمية. ومن أعماله التي رسمها في العام 1907 «نساء أفينيون». وهي لوحة رسمها ولم يقم بعرضها لفترة طويلة، إذ أقام عليها دراسات لسنوات كثيرة، وأدخل عليها الماسك الافريقي والآيبيري. وهي لوحة شكلت المدخل للثورة في عالم الفن فبيكاسو وبراك هما من أسسّا التكعيبية».

ظهور التجريد

وأضافت موضحة ظهور التجريد بقولها: «اذا ما أتينا العام 1911 فسنجد «كاندنسكي» وقد أقام معرضا، اذ بدأ التجريد بالظهور في أوروبا ومن ثم انتقل في الخمسينات الى أميركا ولكن بأحجام ضخمة. وبعده بأربعة أعوام انطلقت المدرسة التكعيبية المستقبلية الايطالية. وكان هدفها التعبير عن الحركة. ثم ظهرت المدرسة الروسية التي استفاد فيها الفنانون الروس من المدرسة التكعيبية المستقبلية الايطالية مع اضافة بعض الحروف والصحف. ومنهم موندريان وهو المعروف بأنه كان يرسم شجرة التفاح في الخريف من دون أوراق والتي تحولت فيما بعد الى خطوط. فأصل اللوحات الخطية هي الشجرة من غير أوراق. و«كلمت»، «ايجون شيلية» الذي كان يرسم الانسان من أطرافه كأنه انسان مريض. من الفنانين الذين أضافوا الى القرن العشرين «مارك شاجال» حين عمل على تجسيد الحلم».

ما بين الحربين

وعن خصوصية فترة ما بين الحربين قالت فخرو: «في فترة ما بين الحربين لم تستطع أوروبا أن تقدم أكثر. فبعض المناظر التي قدمها فنانون ألمان نستطيع أن نشبهها بـ «الأرض اليباب» لتي اس اليوت. اذ مع بداية القرن العشرين كانت المدارس قد تكثفت. وأعطت كل ما بامكانها. ولكن بعد أن انتهت الحرب العلمية الثانية بانتصار أميركا بدأت أميركا بتصدير المدارس الفنية للعالم. فقرروا أن تظهر المدرسة التجريدية في العالم 1947 عن طريق أول معرض لـ «جاك سمبولك» الذي كان يستعمل اسلوب التنقيط. أو التقطير اذ يأتي باللون المخفف ويحضره على سطح اللوحة بأحجام». وأردفت: «ان الاضافة التي أضافتها أميركا في هذا الباب هي في حجم الأعمال. اذ أصبحت البنايات أكبر ومن ثم فهي تستوعب أعمالا فنية أكبر. فكانت مجموعة التجريدية التعبيرية يرسمون في مساحة لونية كبيرة ومنهم «روفكو» الذي كان يرسم في مساحة لونية حمراء في وسطها مربع يسبح فيها من دون حدود. والمقصود منها الفناء. فهو قد اختزل التفصيلات الموجودة وشبهها بهيروشيما بعد اسقاط القنبلة. ذلك أن الفنانين هم أكثر الناس احتجاجا على الأوضاع اللاانسانية. وهناك أيضا «نيومين» ذو الأصول اليهودية، الذي يرسم خطوطا مستقيمة في الأعمال التجريدية الكبيرة».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً