استنكرت غرفة تجارة وصناعة البحرين ما حدث في مطار البحرين الدولي من اعتصام أدى إلى عمليات تخريب وشغب، وتداعيات تلقي بضلالها السلبية على مسار العمل الوطني عموماً والنشاط التنموي والاقتصادي في المملكة خصوصاً، واعتبرت ذلك إساءة للمكاسب التي تحققت، والتقاليد التي أخذت في التشكل في البلاد بفضل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك. وقالت الغرفة في بيان لها »ان مطار البحرين الدولي يعتبر واجهة رئيسية للبلاد، ولا يصح أن يكون موضع اعتصام وإساءة أو تخريب«، وقالت »ان ذلك يبعث برسالة غير ايجابية ويسيء إلى البحرين في الخارج، خصوصاً عندما تتعرض سلامة ضيوف البحرين من مسافرين ومغادرين ومستقبلين من مواطنين ومقيمين إلى أي نوع من أنواع التهديد والمخاطر«. وذكرت الغرفة مرة أخرى أن المسيرة الديمقراطية التي تمر بها مملكة البحرين كفلت الحريات الشخصية للجميع ووفرت الإطار القانوني لحالات الاعتصام والاحتجاج، وحددت الأساليب والأماكن التي تنظم هذه الحالات، واعتبرت ذلك حقاً يكفله ميثاق العمل الوطني والدستور والقوانين النافذة، وبالتالي فإن الغرفة تدعو جميع قوى المجتمع إلى العمل يداً بيد لتعزيز هذه المسيرة والحفاظ على المكاسب التي تحققت، والعمل من أجل تعميق التجربة الديمقراطية عبر تكريس الممارسات التي تدفع بهذا الاتجاه، ولا تعوق مسيرتنا نحو المزيد من المكاسب والانجازات في مختلف المجالات، كما دعت إلى إطلاق مختلف آليات الحوار البناء والمعالجة العقلانية لجميع الأمور المتعلقة بالشأن الوطني. وركزت الغرفة على الجانب الاقتصادي، وذكرت أن الاستقرار والأمن الشامل بكل ابعاده هو من متطلبات النهضة في المجتمعات الحديثة، وأن الازدهار الاقتصادي لا يتحقق إلا في أجواء مستقرة آمنة، ودعت جميع الأطراف التي تمثل قوى المجتمع البحريني إلى تكريس كل ما يحقق هذا الهدف والعمل على تجنيب البحرين ما يعكر صفو المناخ الايجابي الذي تعيشه، وأكدت ضرورة العمل في إطار أحكام الدستور والقانون، وطالبت الغرفة جميع مؤسسات المجتمع المدني، وقوى المجتمع المختلفة إلى تحمل مسئولياتهم في الدفع بالتجربة الديمقراطية نحو المسار الصحيح، وأكدت الغرفة أنها ستقف ضد كل ما يهدد المنجزات والمكاسب التي تحققت في البلاد، ويهز من ثقة رؤوس الأموال والمستثمرين في مناخ العمل الاقتصادي والاستثماري، وأكدت أن البحرين هي أحوج ما تكون اليوم إلى تعزيز ثقة مجتمع الأعمال والاستثمار في هذا المناخ في سبيل تنمية اقتصادية أفضل وتوفير المزيد من فرص العمل لأبناء البحرين، ومواجهة التحديات المقبلة التي تنجم عن مجمل التغيرات والمستجدات في الساحة الاقتصادية المحلية والإقليمية والعالمية.
دعت غرفة تجارة وصناعة البحرين رجال الأعمال والقطاع الخاص البحريني إلى الاستفادة من آليات وبرامج الدعم والتمويل التي يوفرها المصرف الإسلامي للتنمية، وقالت إن البنك الإسلامي للتنمية له إسهامات لافتة في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتقديم خدمات تمويلية لدعم وتنمية الصادرات، والمساهمة في رؤوس أموال المشروعات وتوفير القروض الميسرة للمشروعات الإنتاجية ولمؤسسات القطاع الخاص في الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. ودعا رئيس الغرفة عصام فخرو الفعاليات الاقتصادية البحرينية الى حضور الندوة التي تنظمها الغرفة بالتعاون مع وزارة المالية والبنك الإسلامي للتنمية، بشأن سبل استفادة رجال الأعمال البحرينيين من خدمات وبرامج المصرف، وذلك في الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم غد بقاعة المحرق في فندق الدبلومات. وأكد رئيس الغرفة أن هذه الندوة تأتي ترجمة لاهتمام الغرفة بتوفير المزيد من الآليات والقنوات والفرص التي يمكن للمصدر والتاجر البحريني أن يستفيد منها ويستثمرها لفتح أبواب وأسواق جديدة لصادراته، وتعزيز قدراته التنافسية، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة من التعاون والعمل التجاري. وأشار إلى أن البنك الإسلامي لعب دوراً بارزاً في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الكثير من الدول الإسلامية، وساهم في إقامة الكثير من المشروعات الإنتاجية، وقام بتقديم مختلف أشكال الدعم والتمويل للكثير من شركات ومؤسسات القطاع الخاص، وكان له دور في رفع وتسريع معدلات النمو الاقتصادي في بعض الدول الإسلامية. وأوضح فخرو ان المصرف حدد القطاع الخاص كأحد العناصر التنموية الرئيسية التي ينبغي تعزيزها بالتمويل المباشر أو عن طريق خدماته الأخرى باعتباره المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في أية دولة تعتمد نهج اقتصاد السوق، وخصوصاً في ظل التوجهات المتزايدة نحو التقليل من دور القطاع العام في إدارة الاقتصاد نظراً إلى المتغيرات الحالية التي يشهدها الاقتصاد العالمي وتعاظم الدعوات نحو الخصخصة وتحرير الاقتصاد، لذلك فان القطاع الخاص يعتبر أحد الوسائل الرئيسية لتحقيق التنمية كونه القادر على تحقيق معدلات تنمية اقتصادية مرتفعة. وفي ختام تصريحه جدد فخرو دعوته لرجال الأعمال البحرينيين إلى حضور الندوة كونها فرصة جيدة للتعريف بدور البنك الإسلامي للتنمية والخدمات والأنشطة التي يمكن ان يقدمها للقطاع الخاص البحريني.
العدد 1208 - الإثنين 26 ديسمبر 2005م الموافق 25 ذي القعدة 1426هـ