شاهدت أوبريت الأنشودة الإسلامية الذي نظمته وزارة الشئون الإسلامية بمناسبة العيد الوطني لهذا العام ودعت إليه عدداً من الشخصيات ذات العلاقة بالشأن الديني في البلاد، ونقله تلفزيون البحرين لاحقاً، وعلى رغم جمال الفكرة في طريقة الاحتفال بالعيد الوطني، فإن المستوى الفني للأوبريت لم يكن يعكس المستوى الحقيقي للطاقات البحرينية في هذا النوع من الفن. جميل لو نهضت وزارة الشئون الإسلامية ونفضت عن عينيها غبار الطائفية وجالت القرى لترى الطاقات الإبداعية المتفجرة التي وصلت بالأنشودة الدينية إلى ذروتها وأعلى مستوياتها من دون أن تشارك المؤسسة الرسمية ولو باليسير في صقل تلك المواهب أو دعمها أو حتى تشجيعها من خلال دعوتها إلى المشاركة في الاحتفالات الدينية والوطنية التي تنظمها وزارة الشئون الإسلامية. هل تتفضل وزارة الشئون الإسلامية بدعوة واحدة فقط قدمتها لفرقة نشيد من مئات الفرق القروية التي تصل بإبداعها إلى عنان السماء وتنافس بمستواها أعلى المستويات؟ هل تتفضل وزارة الشئون الإسلامية وتذكرنا بطلب قدمته لوزارة الإعلام لبث واحدة من تلك الأناشيد التي يفصل إبداعها عن هذه المؤسسات سوء الطائفية البغيضة التي تستثني القرى من المؤسسة الرسمية؟ في القرى طاقات إبداعية كثيرة ليس على مستوى الأنشودة فقط، إلا أن المؤسسة الرسمية لدينا تترفع عن النزول إلى الشارع والتجوال في القرى للبحث عن هذه المواهب البحرينية التي لو سلط عليها الضوء لرفعت اسم الوطن عالياً أكثر من علوه في مختلف الميادين.
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1207 - الأحد 25 ديسمبر 2005م الموافق 24 ذي القعدة 1426هـ