قبل أيام أطل علينا برنامج «إضاءات» في قناة «العربية» ومقدمه تركي الدخيل بحلقة أعتقد أنها أضحكت الجميع بمن فيهم الدخيل الذي تنازل عن جديته المعهودة وعمق أسئلته إلى الهزلية في الحديث والسؤال. نعتقد أن البرامج الحوارية تقوم على عدة أسس أهمها اختيار الشخصية المناسبة للحوار، فلا يكفي أن تكون هذه الشخصية فقط مثيرة للجدل، بل لابد وأن تكون الشخصية المستضافة متكلمة، قوية، واسعة في المعرفة، ملمة بما تقول تثري الحوار وتغنيه وتشد المشاهد لمواصلة الحلقة حتى النهاية، وتعمل على الإقناع بفكرها لا أن تنفر منه. برنامج «إضاءات» بلاشك إضاءة جديدة وعلامة فارقة تذكرنا بالمنزلق الخطير الذي تدحرجت فيه أدبيات الحوار ليس على المستوى الإعلامي وبحسب. وانما في كل المجالات، وتحذرنا من الاستمرار في التدحرج نحو الهاوية ان استمرت لغة الحوار على هذه الدرجة من السطحية في الطرح والنهج، وعلى رغم أن «إضاءات» استمر في الطرح المتنوع والجاد مع مختلف شرائح المجتمع، إلا أنه استوقفنا في برنامجه الأخير كثيراً، عن سبب استضافته لضيفه/ ضيفته، وكم كان بودنا أن أطرح على الدخيل سؤالاً بعد نهاية برنامجه، ماذا أضفت للمشاهد العربي من جديد؟ وهل حصلت على إجابة لأسئلتك التي أعددتها مسبقاً؟ أم تنقلت بينها لعل وعسى ان يكون ضيفك/ ضيفتك تجيب على أحد منها؟ البرامج الحوارية يجب أن تفيد، ولا تضيع وقت المشاهد في عالم سريع لا يعطي وقته لأي شيء فبرنامج كإضاءات أثبت نفسه، ويجب عليه أن لا ينزلق وراء المثيرات فقط، لقد ضحكت كثيراً ونحن نشاهد الحلقة الأخيرة للبرنامج التي تناثرت فيها الأوراق على الطاولة، إلا أن الضيف لم يجبك على سؤال كرره الدخيل مرات كثيرة، ما هي حقوق المرأة
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1206 - السبت 24 ديسمبر 2005م الموافق 23 ذي القعدة 1426هـ