يبدو أن النفاق صار الوسيلة التي تدار بها الكثير من الأنشطة ومن بينها بكل تأكيد إن لم يكن على رأسها النشاط الرياضي، فالجميع ينافق صاحب المصلحة والضحية بكل تأكيد الرياضة.
عندما تدار الأمور بهذه الطريقة الفجة من النفاق فإنه لا سبيل لمعالجتها، كون عملية النفاق يشترك فيها كل حلقات النشاط الرياضي، فهناك صحافيون وأعضاء اتحادات وأعضاء أندية وجماهير وكذلك بعض اللاعبين وبعض المسئولين.
فلكي تصل لا بد أن تنافق هذا المسئول أو ذاك، حتى أن القضايا الرياضية المهمة يدخل فيها النفاق من بابه الواسع فيفسدها، وكثير من الاختلافات التي نلحظها في الوسط الرياضي وتنتشر في الصحف المحلية هي في كثير منها نتاج للنفاق وللمصلحة التي يبحث عنها البعض، وليس مردها الرغبة في الإصلاح أو تطوير الواقع الرياضي.
المشكلة أن الكثيرين أصبحوا مجبرين على النفاق على رغم أنهم في داخلهم غير متوافقين مع ما يفعلون، ومع الوقت يصبح النفاق طبعا لا يستحي منه الإنسان كونه متفقا مع كل الجو العام ومن يخرج من دائرة النفاق يصبح هو الشاذ عن القاعدة!
في مثل هذا الواقع من الصعب أن تصلح الأمور لأنه كثيرا ما تضيع الحقيقة وسط الجو المعتم، فتتم المداراة على الأخطاء بل انها تحول إلى إنجازات لأن من يوصفها ليس هدفه فائدة المجتمع وإنما استفادته الخاصة.
لا أريد أن أفصل كثيرا في النفاق فالجميع يعرفه، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن يصبح النفاق هو القاعدة التي تدار بها الأمور ومن دونه لا يستطيع هذا أو ذاك أن يستمر في موقعه، وهنا تنبع المشكلة كون القضايا الكبرى تحتاج إلى وقفة صادقة لحلها وليس إلى نفاق يفسد كل الأمور.
قد ينافق البعض في أمور صغيرة يتمصلح من ورائها ولعلي هنا أستبيح بعض العذر لهؤلاء غير أن النفاق على الملأ وبالمكشوف وفي قضايا كبرى يجب أن تعالج بالحكمة والروية وبما يصلح الرياضة لا ما يفسدها هو نفاق مرضي تعرى به صاحبه من كل ما يستره!
ما نتمناه بتواضع أن يقتصر النفاق في الواقع الرياضي على بعض الأمور التي يمكن أن تمر من دون مشكلات كبرى، لأن استمرار النفاق وتواصله سيتحول إلى حالة مرضية مستعصية يعجز الجميع عن علاجها!
القرارات التي اتخذها اتحاد كرة اليد بحق نادي الشباب وخصوصا لجهة اعتباره خاسرا لمباراته أمام التضامن هو قرار مجحف بامتياز بغض النظر عن كل المواد القانونية التي يمكن أن يحتج بها هذا الطرف أو ذاك.
وببساطة لو أن أحد الفرق الكبيرة في موقع نادي الشباب التنافسي على بطولة اليد، هل اتخذ اتحاد اليد بحقه القرارات نفسها؟!
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2433 - الإثنين 04 مايو 2009م الموافق 09 جمادى الأولى 1430هـ