كان الأميركان يأملون من مشاركة السنة في الانتخابات العراقية إنهاء أو على الأقل تخفيف حال العنف التي تعيشها نحو ست مدن من بينها العاصمة بغداد وثاني مدينة عراقية في عدد السكان وهي نينوى. كما أمل أهل السنة في العراق من مشاركتهم في العملية السياسية ان يكونوا لاعبين أساسيين في رسم ملامح مستقبل العراق، ولاسيما ان قضايا مصيرية مثل إقرار فيدرالية الجنوب، وتحديد مستقبل مدينة كركوك، وجدولة انسحاب القوات الأجنبية، وإعادة صوغ الدستور، من المفترض ان تحسم خلال الدورة البرلمانية العراقية القادمة. لكن الانتخابات التشريعية التي شهدها العراق يوم الخميس 15 ديسمبر/ كانون الأول أثبتت ان الأميركان لم يشهدوا انحسار العنف الذي تعيشه المدن العراقية، ولا أهل السنة حققوا ما تمنوه من هذه الانتخابات في ان يكونوا لاعبين أساسيين (باستحقاق انتخابي) في مستقبل العراق، لتزداد معها حدة العنف التي بدأت تجتاح العراق منذ اعلان النتائج الجزئية للانتخابات وحتى الآن. ان رفض أهل السنة ومن خلفهم الفصائل المسلحة لنتائج الانتخابات العراقية قد ينبع من حقيقة ان السنة غير قادرين بعدد المقاعد التي حققوها في الانتخابات ان يكونوا شركاء أصليين بالحكومة القادمة، وهم وفق هذا التصور لن يكونوا قادرين أيضا على عرقلة تشكيل حكومة شيعية كردية تحمل كل أو معظم ملامح برنامج الوزارة الحالية. ولن يبقى أمام أهل السنة في العراق، وفق الحقائق الموجودة على الأرض، سوى تهويل عمليات التزوير التي ربما حصلت في بعض المدن العراقية أو الاستمرار بدعم العمليات المسلحة، لاعتبارات يقف عامل عدم قدرتهم في التأثير بمستقبل العراق عبر صناديق الاقتراع أحد أهم أسبابها
إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"العدد 1205 - الجمعة 23 ديسمبر 2005م الموافق 22 ذي القعدة 1426هـ