العدد 1204 - الخميس 22 ديسمبر 2005م الموافق 21 ذي القعدة 1426هـ

صدام مفسّراً للقرآن!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مع الأيام تزداد قناعتي بأن صدام حسين أكبر شخص محظوظ في العالم. فبعد كل هذه الجرائم والمظالم، وانتهاكات حقوق العراقيين، وجرجرتهم من حرب إلى حرب، واستخدام الأسلحة الكيماوية في إبادة مناطق وقرى عراقية بأكملها، لايزال يجد فئات تدافع عنه، وفئات أخرى تتظاهر رافعة صوره. أمس (الخميس)، نقلت وكالات الأنباء عن هيئة الدفاع عن صدام ورفاقه السبعة، أن المحامين طلبوا إدراج أسماء محامين آخرين تطوّعوا للدفاع عنه في الجلسات المقبلة. وأوضحت الهيئة أن من بين هؤلاء المحامين الملاّ الإماراتي، وديب المصرى، والمدثر السوداني، وبورشيدة البحريني، بالإضافة إلى محام أردني بارز رفضت الكشف عن اسمه. علماً بأن فريق الدفاع يضم وزير «العدل» الاميركي السابق رامزي كلارك ووزير «العدل» القطري السابق نجيب النعيمي، والأردنيين عصام الغزاوي وزياد النجداوي، إلى جانب محامين عراقيين. مصادر مطلعة ذكرت ان هيئة الدفاع حملت توكيلاً للرئيس المخلوع باسم وزير خارجية فرنسا السابق رولان دوما والمحامي الفرنسي من أصل عربي اندريه شامي، فلم يعد الدفاع عن الطاغية المحظوظ مقتصراً على محامي العالم الثالث المتخلّف، بل هبّت للقيام بهذه المهمة الانسانية الكبرى كل من واشنطن وباريس. مع ذلك، فإن المتابع لسلوك صدّام المحظوظ جداً، يمكن أن يلحظ بعض الحركات المقصودة لاستدرار عطف المشاهد، من الإصرار على حمل القرآن في المحكمة، إلى الصلاة أثناء إدلاء الشاهد لشهادته... وإذا استمر على هذا الأداء التمثيلي، فسيطلب قريباً إقامة جلسة دينية لقراءة دعاء كميل، أو أداء صلاة التراويح، محاميه القطري، ادعى الأسبوع الماضي، ان صدام لا يتكلّم إلاّ شعراً مقفى، وانه طلب مجموعة أشعار المتنبي، ما أوحى للكثيرين انه يخطط ليزاحم المتنبي في التاريخ. أما في جلسة أمس (الخميس)، فاكتشفنا موهبة جديدة لدى الرئيس المهيب الركن صدام حسين، إذ خرج ليفسر القرآن الكريم. ولا غرابة، فللرجل سوابق أخرى، ففي عز طغيانه، وقمة هرطقاته، كلّف خطاطاً بكتابة المصحف الشريف بدمّه النجس، ولم يجد أمامه أحداً من العالم الإسلامي يقول له: «قف أيها المخبول المتفرعن». وإذا كان المفسّرون يبدأون بتفسير سورة «الحمد» و«البقرة» وينتهون بسورة «الناس»، فإن المفسّر الجديد بدأ من نصف المصحف، بتفسير سورة «النور»، وإذا كان المفسرون يستغرقون أربع أو خمس سنوات، لإكمال التفسير، وربما طالت إلى 20 عاماً، فإن سماحة الشيخ صدام حسين لن يستغرق أكثر من بضعة أشهر... خصوصاً مع الفراغ الكبير الذي يعيشه في السجن، فلا تستعجلوا أيها المؤمنون وعليكم بالصبر، فعما قليل يخرج التفسير «الصدامي» الجديد

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1204 - الخميس 22 ديسمبر 2005م الموافق 21 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً