تأكد أحد المواطنين أنه أخطأ العنوان أو ضل الطريق عندما قصد طوارئ السلمانية بابنته ذات السبعة أيام فقط والتي كانت تصرخ من الألم الذي لا تستطيع أن ترشد أحدا على محله ومكانه، إلا أنها تستطيع ألا تسكت لتقول «أنا متألمة». مسكين هذا الوالد الذي ظن أن النظام الجديد في قسم الطوارئ سيخفف ألم ابنته التي بين يديه ويريحها من فزعة الصراخ، لم يكن يعلم ذلك الوالد أن الغرف الصغيرة الجديدة التي وضعها نظام الطوارئ الجديد في مقدمة قسم الطوارئ والتي تشبه مساكن الخيول في الاصطبلات الواقعة على شارع النخيل خلف شارع البديع ما هي إلا غرف استقبال تسرع بدخول المريض ولا تسرع في علاجه. هذا المواطن دخل القسم برجله اليمنى تيمنا وتفاؤلا بالخير، فأدخل مع ابنته في إحدى تلك الغرف المحجوزة بالستائر، ولما عوينت أخبروه بأن عليه مغادرة تلك الغرفة إلى وحدة الأطفال في قسم الطوارئ نفسه، وهناك بدأت رحلة الانتظار التي استغرقت وقتا لا يتحمله ابن العشرين وليس ابن السبعة أيام، انتظر وانتظر حتى بح صوت ابنته من صراخ الوجع فما زادها الصراخ إلا وجعا وألما وما زاد قسم الطوارئ إلا صمما وتجاهلا. لا أعرف ما المعايير التي استندت إليها وزارة الصحة لتقرر أن وضع الطوارئ الحالي أفضل من سابقه، بحجة تقلص انتظار المريض على مقاعد الانتظار، وماذا عن انتظاره على الأسرة ومكوثه عليها ساعات. لابد من استيعاب أمر في غاية الأهمية وهو أن كل منشأة يمكن تجميلها بحلية تغطي مظهرها القبيح وتبقي جوهرها مستوراً إلا قسم الطوارئ فإن تطوير مظهره لا يغني عن تطوير جوهره وبحدوث ذلك تحدث الكارثة. لا اعتقد أن التطور الحقيقي والمنشود يمكن أن يرى النور ما طالت علاقة أحد كبار مسئولي قسم الطوارئ في غاية السوء مع غالبية الأطباء وغالبا ما تنتهي تلك الخلافات إما باستقالة أو طلب نقل أو «هوشة» في أوج العمل تنتهي بطرد ممرضة أو طبيب في منتصف الليل وهو أمر طال تناوله في الصحافة ولكن الآذان صماء لا تريد أن تسمع إلا ما يعجبها
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1203 - الأربعاء 21 ديسمبر 2005م الموافق 20 ذي القعدة 1426هـ