العدد 1203 - الأربعاء 21 ديسمبر 2005م الموافق 20 ذي القعدة 1426هـ

القادة الجدد وتكاتف الشعوب

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لقد تناولت في المقال السابق كيفية سيطرة الأجناس المهجنة الشريرة الآتية من أميركا على العالم، وكيفية تخويف البشر وسيطرتهم على العقول والتفكير، بواسطة الموجات الخاصة ذات القدرة على تغيير الاتجاهات التي نفكر بها، وبالتالي تعمي البصيرة عن إيجاد الحلول للمشكلات التي نعاني منها، فتبقى معلقة وتزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، وتسهل مهمة أميركا في السيطرة على دولنا والتدخل في شئوننا الخاصة والعامة، ومحاولة إيجاد الحلول التي تناسبها لغزو بلادنا وتدميرها. وإلا ما دخل أميركا في مقتل الحريري؟ أليس هو شأننا؟ ومن هو ميليس الذي بات يصول ويجول بيننا وقد أذاب قلوب المراهقين في لبنان بحيث أخذ لبهم إذ ينعتونه بالـ «ُِّّم» وبأن «شكله بيعقد من الجمال» والجاذبية، وهو يحاول طرح تقاريره بعد البحث والتنقيب (مَن قتل الحريري) هو ولجنته الكاذبة التي تحاول السيطرة على عقول الشباب وشغلهم بالبلبلة والتفرقة، فهم لا يرون منه إلا شكله وجاذبيته. هل سيطر عليهم بالموجات المغناطيسية وأعمى عيونهم؟، هل يقتلونه ويمشون في جنازته؟... فالأميركان هم وراء كل تخطيط، هم قتلة الحريري وهم المحققون، لقد أنهوا دوره كقائد للبنان... بعدما انتهت صلاحيته بالنسبة إليهم... كما أنهوا دور صدام حسين بعد أن قام بتنفيذ جميع مخططاتهم وساعدهم في تدمير وخراب المنطقة وخنق الشعب العراقي وإعادته إلى القرن الماضي. وهم أيضاً يحاكمونه للتسلية وملء فراغات الوقت... إنها مهزلة حقاً، لم يشهد التاريخ أكثر استخفافاً من هذه المحاكمة والضحك على العقول وشل إرادة الشعوب والنيل من كبريائها وكرامتها بأحطّ الطرق الممكنة. من يصدق أن في العراق الآن مئتين وثمانين صحيفة؟ إن كل هذا كي يُغيّروا الحقائق وخصوصاً أن أميركا هي التي تمول كثيراً من هذه الصحف وتدفع إلى الكتبة المؤجرين للتبشير بعصر الأمركة ومزاياه ولتسيير الدفة السياسية بالطريقة التي تراها. إن تدمير البلدان هو الوقود الحقيقي الذي يشحذ همة أميركا، فهي التي تبيع الأسلحة وتستنزف الذهب الأسود من العراق، في حين أن الشعب مازال محاصراً بالجوع والأمراض والتأخر التكنولوجي، إضافة إلى طرق التعذيب والتنكيل الوحشية وانتشار السجون المخبأة تحت الأرض. لقد باتت كل المخططات الأميركية الدنيئة واضحة جداً للعيان، وتغلغلها بيننا لتدميرنا أصبح واضحاً وضوح الشمس للجميع، والآن جاء الدور على الجيران، فدخلت سورية الحلبة، وعادوا لاستعمال الجارة لبنان، فتتالت الاغتيالات، ضمن خطة أخرى للتفرقة بين الشعب الواحد في لبنان وسورية، وبالتعاون مع حليفتهم «إسرائيل» طبعاً، وفي الوقت نفسه هم يدقون جرس الإنذار لإيران. إن في سورية وإيران شعوباً صامدة وقوية لم ترضخ أبداً لأميركا، فها هي تقترب لإثارتهم بجميع الأساليب الجهنمية للانقضاض عليهم، فهم مازالوا مقيمين في المنطقة، وتحريك الجيوش من العراق ليس بالأمر العسير لمواصلة الدمار. والسؤال الآن: ما العمل؟ وكيف نوقظ حكامنا من سباتهم العميق؟ وكيف نزيل عنهم القوى المغناطيسية المسيطرة على عقولهم والمتحكمة في تحركاتهم؟ الذي يبدو أن ذبذبات الخوف باتت تعميهم ولا يعرفون الطريق الصحيح للالتفات إلى شعوبهم وحمايتها من الدمار والخراب، ألا يعرفون أن دورهم قد بات وشيكاً، وإنما المسألة هي مسألة وقت فقط؟ ألا يُمثل اختفاء بن لادن والحريري وصدام حسين بعد انتهاء أدوارهم أي شيء لهم؟ فهذه أمثلة واضحة وحقيقية، وأميركا هي الاستعمار الفعلي الجديد الزاحف علينا. إذاً، ما الأمل المتبقي؟ إنه لم يبقَ لنا سوى الشعوب الحرة التي يجب أن تصحو من غفلتها، والنهوض لحماية أوطانها والذود عنها... بتكاتف الشعوب والإصرار على عدم الخضوع للتفرقة العنصرية والطائفية، والاتحاد في حركة شعبية متسلحة بالفكر والتكنولوجيا الحديثة لمقاومة الاحتلال الجديد. إن بلادنا العربية والإسلامية مليئة بالشباب المشتعل والمستعد للتضحية لتحرير الأوطان، فكفانا ذلاً وهواناً. إن مثل هذا اليوم أراه قد اقترب جداً، وعلينا أن نتخلص من هذه الكائنات الدونية التي تعشش بيننا وفي ثنايا أوطاننا... وأنا على ثقة بأن لسواد الليل دائماً إشراقة وضحك النهار الجلي. * كاتبة بحرين

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1203 - الأربعاء 21 ديسمبر 2005م الموافق 20 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً