قد تكون «ملقة» الإسبانية تلك المدينة الساحلية الواقعة على امتداد الساحل الشمسي، هكذا يعرف في الجنوب الإسباني بـ «كوستا ديل سول». .. مدينة يعرفها العرب بحكم تاريخها إبان فترة الحكم الأندلسي... فـ «ملقة» هي كلمة يرجع أصلها من كلمة «مملكة» المشتقة من «الملك» أو هكذا نقلت وتداولت وتم تحوير الكلمة عربياً حتى أصبحت اليوم تكتب باللاتينية بـ «ملقة». لكن «ملقة» الماليزية تختلف، فقد بدأ تاريخ ماليزيا مع اكتشاف هذه المدينة على يد الأمير السومطري باراميسوارا في العام 1440م، ومنذ ذلك الحين ازدهرت هذه الولاية تحت حكم سلطنة ملقة لتصبح مركزاً تجارياً اسبانياً للحرير والتوابل والأحجار الكريمة في المنطقة، بل واجتذبت التجار من كل مكان قريب مثل الصين والهند وبعيد مثل بلاد العرب والأوروبيين. وللعلم فإن ملقة الماليزية قد خضعت إلى عدة مراحل استعمارية إذ احتلها البرتغاليون في العام 1511م، ثم احتلها الهولنديون في العام 1641م، تبعهم فيما بعد البريطانيون في العام 1824م، وجميع هذه المراحل ومؤثراتها الأجنبية حولت ملقة على مر السنين إلى مكان صهرت فيه جميع الثقافات التي مازالت حتى اليوم محافظة عليها وخصوصاً تلك التي يغلب عليها الطابع البرتغالي في عادات بعض المجتمعات في ملقة إلى ما خلفته هذه المراحل من آثار مازالت موجودة مثل قلعة «فومسا فورتنسيس» البرتغالية وكنيسة «سانت بول» وغيرها. واليوم تعرفت ملقة (رسمياً) باسم «المدينة التاريخية الماليزية» التي تضم في جعبتها الكثير من المعالم التاريخية على رأسها القصر القديم لسلطان ملقة. أهالي ملقة يطهون طعامهم على الطريقة البرتغالية إضافة إلى الأطعمة المحلية. فالتأثير البرتغالي، كان ومازال بالغ الأثر في هذه المدينة التي عبقها يمزج بين ثقافتي الشرق والغرب بصورة لا نألفها في مناطق كثيرة من العالم عدا بعضاً من مدن الشرق الأقصى مثل ملقة الماليزية ومدينة مكاو الصينية وغيرها التي جميعها تحب آكلات السمك والروبيان المقرمش المقلي مثل «نيواونيا»، و«التمبورا» الماليزية التي نقلت فيما بعد إلى اليابانيين.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1203 - الأربعاء 21 ديسمبر 2005م الموافق 20 ذي القعدة 1426هـ