العدد 1203 - الأربعاء 21 ديسمبر 2005م الموافق 20 ذي القعدة 1426هـ

مجلات الأطفال الواقع والطموح

تشكل مجلات «لونا»، «حاتم»، «فراشات»، و«كشكول» نماذج مختلفة لطموحات وواقع مجلات الأطفال على قلة عددها وحداثة صدورها التي بدأت منذ تسعينات القرن الماضي. الطموحات كبيرة وتتنوع، كما قال معنيون، بين المساهمة في تشكيل ثقافة وتربية جيل لحمل المعاني الجميلة والقيم السامية إلى تحقيق رغبات الأطفال في النجاح وخلق الفرص الإبداعية في مختلف المجالات... وأضافوا «أما الواقع فجلمود صخر موزع بين قلة المبدعين والخبراء في مجال الطفولة إلى نظرة أصحاب قرار في مختلف المؤسسات المعنية العامة والخاصة بأن هذه وسيلة ترفيه ليس أكثر بالإضافة إلى إيمان البعض بأنه بالخبز وحده يحيا الإنسان. لقد كانت «لونا» أول مجلة أطفال تصدر بانتظام أسبوعيا في المملكة الأردنية واحتلت المراتب الأولى في الانتشار حتى في عدد من الدول العربية المتقدمة في هذا المجال... إلا ان هذا النجاح كما قالت رئيسة التحرير رولا الفرا كان يعني المزيد من الخسائر المادية لافتقارها إلى الإعلانات التجارية والى دعم الجهات المعنية فأصدرت قرار التوقف العام .1997 وأضافت: «أن كلفة الإنتاج كانت مرتفعة اذ كان لدينا الكادر الخاص بالمجلة كما استعنا برسامين عرب لعدم توافرهم في الأردن فحققنا نقلة نوعية على الصعيد التقني في هذا المجال. حتى ان إحدى شخصيات لونا اقتبست فكرتها إحدى شركات الإنتاج الغربية وحولتها إلى شخصية كرتونية متحركة». وأكد رئيس تحرير مجلة «حاتم» منير الهور ان «مجلات الأطفال هي وسيلة بناء لثقافة الطفل وتشكيل شخصيته. وعلى رغم أن عدد الأطفال في الأردن يشكلون نصف المجتمع فإن هناك (استهانة) بهم عموماً. وقال: «لهذه الأسباب وغيرها أخذت المؤسسة الصحافية الأردنية (الرأي) على عاتقها إصدار مجلة حاتم كهدية لأطفال الأردن فقدمت لها الدعم اللازم حتى حققت النجاح والانتشار الواسع اذ يوزع منها الآن أكثر من عشرين ألف نسخة في أكثر من عشر بلدان عربية وبسعر رمزي». وأضاف: «أن المجلة جامعة تعتمد على نشر التنوع الثقافي العلمي والأدب المنظم الذي يهدف إلى تعليم الطفل وإغناء لغته ثم تثقيفه... وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف والمضامين عملنا في اتجاهين متلازمين... الأول... سعينا من خلاله إلى فتح الأبواب والصفحات أمام الكتاب والرسامين والمختصين في الأردن والوطن العربي لنشر إبداعاتهم والأخذ باقتراحاتهم التي من شأنها دعم المجلة وإغنائها وتطويرها... والثاني توجهت المجلة من خلاله إلى الأطفال في مدارسهم لحفزهم لقتناء المجلة والمشاركة فيها بالفكرة والاقتراح والنقد. وتبدو «فراشات» هي الأحدث على هذا الصعيد تصدر متجاوزة فكرة المجلة إلى الصحيفة وما تعنيه من حيث الشكل والمضمون وآلية العمل. وقالت رئيسة التحرير نسرين القواسمي ان «فراشات» تعتبر أول صحيفة في الوطن العربي اذ نطمح إلى إيجاد مواهب وإبداعات جديدة لدى أطفالنا وإظهارها بشكل محفز ومشجع توصل لنا كل جديد من المعلومات والأخبار وتخاطب جميع أطفال العالم العربي والإسلامي وما يحيط بهم من حوادث ومناسبات. وأضافت ان «فلسفة الصحيفة تقوم على إشراك الأطفال أنفسهم في مراحل الإعداد المختلفة لتأسيس الجيل الصحافي الصغير كما نسعى الى أن تكون مرآة تعبر عن ذاتهم وهمومهم واستقلاليتهم وعالمهم الخاص بالاضافة إلى تحقيق جملة من الأهداف الثقافية والتربوية». وأكدت القواسمي أهمية تضافر جميع الجهود لانجاح صحافة الطفل في عالم أصبح مفتوحا على كل شيء. مشيرة إلى الدور الذي يمكن ان تقوم به وزارة التربية والتعليم من حيث تشجيع الأطفال على القراءة الموازية للصحف والمجلات الخاصة بالأطفال والعمل على توفيرها في مكتبات المدارس وتسهيل مهمة نشرها بين الطلبة. أما «الكشكول» فلاتزال منذ عدة أشهر تقف حائرة على أبواب المطابع كما قالت مالكة المجلة أمل منصور بسبب المشهد العام لهذا الواقع المليء بالتحديات الذي يفتقد العناصر الأساسية للاستمرار بثبات ونجاح. وأشارت إلى ندرة الكتاب المحترفين في هذا المجال وعدم إدراك أهمية الرسم التوضيحي والألوان للطفل بالإضافة إلى غياب المنهجية والمؤسسية على رغم توافر المواد الثقافية المنوعة. وتنطلق فلسفة منصور من أن مجلات الأطفال هي وسيلة لتقريب الكبار من عالم الصغار وبالتالي تقليل الفجوة ما يسهل من عملية تشكيل عالم الطفل بصورة مثالية طالما حلمنا بها رافضة في الوقت ذاته مفهوم السوق والتعامل مع هذه الوسيلة كسلعة تجارية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً