العدد 1201 - الإثنين 19 ديسمبر 2005م الموافق 18 ذي القعدة 1426هـ

إشكالات العمل الإسلامي في البحرين

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

يرى مراقبون أن كثيراً من مؤسسات العمل الإسلامي المنتشرة في أنحاء البحرين مازالت تعيش حالاً من البدائية في مستوى التنظيم الإداري وترتيب الأوراق الداخلية على رغم طول فترة الممارسة التي تمتد الى عشرين او خمسة وعشرين عاماً أحياناً. يرجع البعض هذه المراوحة في العمل الارتجالي وشبه المشتت الى حال الكبت والضغط المتزايد التي عصفت بالعمل الاسلامي في الفترات الماضية جراء الحوادث الأمنية التي شهدتها البلاد. ويستدل هؤلاء بالانتعاش البسيط الذي طرأ على تنظيم الحركة الدينية بعد تدشين العهد الاصلاحي وان لم يرق الى الطموح. بيد أن وضع المؤسسات الدينية ­ بحسب مقربين ­ مازالت تنقصه الكثير من جرعات التطوير التي ربما تخرجه من حال التقوقع التي ظل يوصم بها طوال السنوات الماضية. مؤتمر «اشكالات العمل الاسلامي في البحرين» الذي نظمته جمعية التوعية الاسلامية قبل عدة أشهر، كان الخطوة الصائبة الأولى التي استطاعت ان تضع اليد على مكامن الجروح التي يعانيها العمل (شبه المشرذم). إذ خلص المؤتمر الى نتائج واقعية وحلول جذرية للوصول بالعمل الديني الى مستويات صاعدة في مواكبة التطور الاجتماعي والعمل التطوعي. الأوراق التي طرحت في المؤتمر والتي اعدها مهنيون واختصاصيون لهم باع طويل في الحراك التطوعي أثارت عدة إشكالات على الصعيد العملي، أهمها الافتقار الى التنظيم الإداري المقنن وغياب التخطيط الاقتصادي وضعف الجانب الاعلامي. وهذه في حد ذاتها مرتكزات النجاح في أية مؤسسة سواء كانت استثمارية أم تطوعية. وعلى رغم تميز المؤتمر في فكرته وأهدافه فإنه ظل رهن (الأرشيف) فحسب. لأننا الى الآن وبعد عام تقريباً لم نجد أية مؤسسة دينية أو خيرية تبنت العمل بأوراق المؤتمر، بل أستبعد ان تجشمت أية إدارة العناء أصلاً واطلعت على أوراق العمل الموجودة على موقع الجمعية الالكتروني. فعالية بهذا الحجم وهذا التخطيط وبمشاركة كوادر ذات خبرة واسعة لايصح أن تمر عبثاً على ما يفوق ثلاثين مؤسسة تتبنى العمل الرسالي في أنحاء البحرين من دون الاستفادة منها عملياً، في الوقت الذي ترزح هذه المؤسسات تحت ضغوط متزايدة من مجتمعاتها تطالبها بالتحرك النموذجي ملموس الثمار. ففي مقابل ما يبذل من جهود متواصلة وكدح حثيث من قبل هؤلاء المخلصين ترى النتائج زهيدة والآثار المرجوة تسير ببطء السلحفاة، أدرك المعنيون ذلك ام لم يدركوا. المشكلة ربما هي ان القائمين على العمل الاسلامي غالبيتهم يغفلون أنهم يدورون أحياناً في حلقة مفرغة بإدارتهم الارتجالية وقراراتهم الوقتية وخططهم الاقتصادية التي تعتمد على «البَرَكة»، بينما لو سألتهم سيسردون اليك قائمة طويلة من الاعذار (المرتجلة ايضا) كضعف الموازنة وافتقاد الدعم ونقص الكوادر وعدم التفرغ وغيرها من الإشكالات التي تجاوزتها مؤسسات اسلامية تطوعية في كثير من انحاء العالم، وصارت هذه المؤسسات تنافس نظيرتها الاستثمارية في خططها وبرامجها المدروسة والممنهجة أكاديمياً. فهل يعي كل هرم إداري في مؤسساتنا خطورة الوضع ويبدأ التحرك بالتمرد على البدائيات التي ملها حتى العاملون المتطوعون، والاستفادة من خلاصة مؤتمر «الاشكالات» او تجارب الآخرين الناجحة بصورة فعلية؟ ربما بعد حين.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 1201 - الإثنين 19 ديسمبر 2005م الموافق 18 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً