ساهم تنوع الأعراق وتعدد الثقافة في تكوين نسيج الثقافة العامة في بلد مثل ماليزيا، ما انعكس على طبيعة تاريخها، إذ اثراه مع ثقافة السكان الأصليين «الملاويين» وغيرهم من القبائل التي راح معظمها يدخل في الدين الإسلامي ويتعرف على ثقافة العرب من خلال اللغة العربية من قبل تجار البن والأقمشة من أهل اليمن الذين عرفوا بتجاراتهم الطويلة عبر البحر إلى دول جنوب شرق آسيا منذ آلاف السنين. إن الإثنيات التي تشكل المجتمع الماليزي اليوم تضم أيضاً مهاجرين من الصين والهند واندونيسيا، إضافة إلى تزاوج بعض أعراق الملاويين مع المسلمين العرب وأخرى مع جنسيات أوروبية، جميعها أسهمت في خلق قاعدة متنوعة للثقافات ميزت ماليزيا عن غيرها من الدول، بل وأثر ذلك متفاعلاً عبر تاريخها وحاضرها الحالي مع الشعوب الأخرى مساهمة في دفع عجلة تقدمها الاجتماعي والاقتصادي بصورة ملموسة لا تقل مستوى ان لم تكن تنافس الدول الغربية المتقدمة. وعلى رغم خضوع البلاد للاحتلال البرتغالي والهولندي والبريطاني على التوالي، فإن ذلك أدى إلى انصهارها داخل بوتقة ثقافة واحدة تعرف اليوم بالثقافة الماليزية، وهي الخليط المميز للديانات والنشاطات الاجتماعية والتقاليد واللباس واللغة وحتى في الطعام وإعداده. ماليزيا تتقدم كل يوم وتستفيد منها بعض دول الخليج كتجربة يحتذى بها، وقد يكون مشروع المدينة الجديدة «سيابر جايا» عنواناً آخر وشكلاً آخر ينتظر من ماليزيا لتفاجئ من يتابع تقدمها الذي يأتي ضمن خطة واستراتيجية وطنية «فيجن 2020» الطويلة المدى التي اقرتها الدولة منذ سنوات في إطار نهج سياستها الجديدة. وعلى رغم كل ما تشعر به من انصهار ثقافي رائع داخل هذا البلد الذي يستضيف حالياً حشداً كبيراً من الإعلاميين والمهتمين للاطلاع على تجربة ماليزيا وترويجها، فإن أول ما شد انتباهي هو عشقهم الملحوظ الذي ينعكس على اسارير وجوه الماليزيين لحظة معرفتهم بأنك عربي قادم من الشرق الأوسط فتجلي ابتسامتهم على وجوههم وهم مرحون بـ «سلامات دانتغ»... فهنيئاً للماليزيين وحظ أوفر لنا كبحرينيين وعرب
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1201 - الإثنين 19 ديسمبر 2005م الموافق 18 ذي القعدة 1426هـ