تتعدد أنواع وألوان الشخصيات التي نتعامل معها بشكل عام في خضم دوامة أو طاحونة يومنا بتعددها واختلاف أشكالها، وبطبيعة الحال. .. منها الصالح ومنها الطالح، فلا غرابة أن تجد الشخصيات المختلفة التي تظهر لك عكس ما تبطن، وهذه أصعب وأخطر الشخصيات مقارنة «بالي على قلبه على لسانه». ربما الثقافة العربية استطاعت أن تفرز لنا مسميات لأصحاب الشخصيات غير السوية أو غير الطبيعية إن صح لنا التعبير أو هي عبارة عن شخصيات مركبة لا صديق لها ولا رفيج في الدنيا، فاليوم هي معك وتنقلب بالغد عليك، والغريب أن هذه النوعية من الشخصيات أصبحت موجودة بكثرة في المجتمع وتنوعت أشكالهم وتطورت أدواتهم بحيث من الطبيعي جداً أن تراهم يتربعون على الكثير من الكراسي بل ويملكون المساحات اليومية التي من خلالها ينفثون لنا وجبة دسمة من سموم ثقافاتهم المتقلبة كل يوم وفي كل موضوع يخدمهم هم فقط؟، لو أخذنا الساحة الصحافية مثالاً وما تحويه من كتاب يوميين إناثاً كانوا أم ذكوراً لا يهم... فحديثنا هو عن أصحاب مبادئ لا عن أشخاص بعينهم (لاعتبارات التشابه والكثرة)، فالوصول إلى أن تكون ذا شخصية (في كتاباتك) تستطيع أن تأسر القارئ بأن يتابع ما تكتبه كل يوم، وأن يحس بالنقص بشيء عندما لا يقرأ هذه الكتابات بشكل يومي، هو إنجاز لا يختلف عليه اثنان... والوصول إلى مستوى من الدرجة بأن تكون شخصية مؤثرة عبر تلك الكتابات بحيث تساهم في بناء وطن من خلال ترفيع مستوى عقول وإدراك وفهم متابعيك (الكثر) فهذا لربما اعتبر إنجازاً يحلم به كل كاتب دخل على خط الممارسة الصحافية اليومية... ولكن أن تصل إلى انصاف أو أرباع هذه المستويات السالفة الذكر وتأخذ شيء من «الاضواء الاعلامية» وتترك أشياء(الفوائد) للقارئ فهذا والله الجنون بعينه، وإلا ماذا يعني أن تصل إلى مستوى أن تكون شخصية يمكن أن نسميها شخصية جدلية بالمعنى السلبي لها، إذ يتوق القراء إلى متابعة كل يكتبه هذا الكاتب أو تلك الكاتبة لا فرق وأن يتعنى مشقة الذهاب إلى أية ندوة لهم (على رغم ندرتها) ويتابع كل ما يدور خلف كواليس المنتديات في الإنترنت من ردود فعل على تلك الكتابات التي يكتبها، بل يحاول بكل ما أوتي من قوة الحضور في المجالس التي تتحاور في شأن هذا «المسمى» كاتباً وما يطرحه من أفكار، لا من أجل الاستفادة والرقي بالفكر... بل من أجل أن يتابع الهرطقة الجديدة التي قذفها هذا الكاتب اليوم، أو على من ترزق واستلم يوميته من كتابة هذا العمود من سب وشتم، بل على من تهجم وبماذا وصف غالبية شعب البحرين، يتابعهم ليعرف آخر ما تمخضت عنه من تأثيرات لحبوب الهلوسة والاعصاب التي يتعاطاها بعضهم، وبماذا وصل في محاولة لتزوير التاريخ وتهميش رموزه ومحاولة يائسة لتلميع آخرين وإلى أية درجة من الحقد هم وصلوا لطائفة دون أخرى... أشياء كثيرة تتسبب على غالبية القراء الذين يتابعون هذه الحفنة من الكتاب بشكل يومي، ولكن للأسف... إن الدرجة المجتمعية التي وصلوا لها ليست سوى درجة تصنف من درجات الجنون، وإلا ما رأيكم؟،
إضاءة
حشود المواطنين التي خرجت من البلد في فترة إجازة احتفالات العيد الوطني هذا العام كبيرة... فمنهم من اتجه إلى أداء فريضة العمرة وعليهم بالعافية... وآخرون قضوا وقتاً ممتعاً مع أهاليهم في الخبر والدمام، وغيرهم ذهب للتسوق إلى الكويت... ألا يعني هذا للقائمين على احتفالات العيد الوطني شيئاً؟!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1200 - الأحد 18 ديسمبر 2005م الموافق 17 ذي القعدة 1426هـ