العدد 1200 - الأحد 18 ديسمبر 2005م الموافق 17 ذي القعدة 1426هـ

عيد الاستحقاقات

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

«مزيد من الفرح ومزيد من الحقوق». .. بهذه النظرة يستقبل آلاف المواطنين عيدهم الوطني في كل عام، وتقترن هذه النظرة دائما بحال الاعتزاز الوطني والافتخار بالمواطنة الجماعية الحقة بعيداً عن تجاذبات الأوضاع الطارئة. في مناسبة كهذه تمتزج دائماً ابتسامات الأمل بين وطن حر وغد مشرق. ولكن ما يختلف في تصنيفه البعض هو مقياس تلك الحرية وحجم هذا الإشراق. وفيما يكتفي أناس بإعلان البهجة والسرور والولاء المطلق عبر فعاليات متعددة الأساليب هنا أو هناك، رافضين الزج بهذه الاحتفالات في أتون السياسة والمطالب الحقوقية، يرى آخرون أن الفرح لا يمكن أن يكون منقوصاً، ولابد للعيد الوطني ­ في نظرهم ­ أن يكون مزيجاً بين صرخات الحب وصرخات الحقوق، وذلك لكي تكتمل لوحة الأمل التي تختلف في رسم ملامحها من ريشة فنان إلى آخر. إذاً... بين هؤلاء وأولئك ثمة مقاربات جميلة تحمل في داخلها حلماً مشتركاً بوطن واسع يحتضن طموحات الجميع، غير أن هناك أيادي خفية تريد لهذا التقارب أن يتلاشى بمحاولة التقليل من شأنه ومحو آثاره. ولا أدل على ذلك إلا بعض الآراء المتشنجة التي تسقط وطنية الآخرين بمجرد الاختلاف معهم في فهم العيد الوطني ومقدار البهجة (المعلنة). الملفت في الأمر، حال الترقب والانجذاب الشعوري التي تكاد أن تكون مشتركة بين جميع المواطنين بمجرد الإعلان عن القاء الخطاب الرسمي بالمناسبة، إذ ترى الغالبية يتسمرون أمام التلفزيون انتظاراً لأية قرارات جديدة أو تغييرات على مستوى السياسات التنظيمية للدولة أو ما اصطلح عليه بـ «المكرمات» أو ما شابه ذلك. فردود الفعل تجاه أي جديد في الخطاب الرسمي ربما تكون واحدة، على رغم ما أشرنا إليه في اختلاف التنظير. والنتيجة هي أن العيد بكل ما يحمله من فرح وأمل، يمثل لحظة الاستحقاقات التي يبحث عنها المواطنون طوال العام بأساليبهم المختلفة، لذلك حق لنا أن نسمي العيد الوطني بعيد الاستحقاقات... أليس كذلك؟

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 1200 - الأحد 18 ديسمبر 2005م الموافق 17 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً