العدد 1200 - الأحد 18 ديسمبر 2005م الموافق 17 ذي القعدة 1426هـ

من المسئول عن احتراق شاب بنار الشغب؟

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

نشرت «الوسط» يوم الجمعة الماضي (16 ديسمبر/ كانون الأول) خبر احتراق شاب أثناء قيامه مع أفراد آخرين بحرق برميل مملوء بالكيروسين في حوادث شغب في الدراز مساء الخميس الماضي. .. الخبر كان ومازال مرعبا، و«الوسط» كانت لديها معلومات كاملة عن الشخص الذي أصيب بالحروق البليغة وتعرف المستشفى الذي رقد فيه وتعرف اسمه وعمره وقريته، ولكنها فضلت عدم ذكر تلك التفاصيل خشية ان يساء فهم الموضوع من قبل البعض، أو يتهم البعض الصحيفة بأنها ترشد قوات الأمن للقبض على الأفراد الذين قاموا بأعمال الشغب. السؤال الذي يحير الكثيرين هو: من المسئول عن إرسال شباب بعمر الزهور (ما بين 12 و18 سنة) إلى أعمال شغب من هذا النوع؟ ولماذا يصمت الرموز وأولئك الذين يعلنون للملأ انهم مسئولون عن حركة الشارع؟ لماذا نفسح المجال لأن يحترق شاب بالنار بينما كان من المفترض أن يكون هذا الشاب مشغولا بأداء واجبه المدرسي؟ هل أصبحنا جميعنا أسرى نخاف من الشتائم التي يكتبها بعض الشباب على المواقع الإلكترونية؟ هل أننا أصبحنا أمة تخاف من شبابها بدلاً من توجيه الطاقات نحو المطالبة السلمية المتطورة التي توصلنا إلى ما نريد من أهداف مشروعة من دون حرق الاجساد والبلاد وتعطيل مصالح الناس؟ هذه الأسئلة وغيرها لن نحصل على إجابة من الذين يعتبرون أنفسهم رموزاً للتحرك الشعبي، ولكن سنحصل على إجابات من شباب في عمر الزهور يقضون أوقاتهم أمام شاشات الكمبيوتر في منازلهم وفي مكاتب عملهم ليرسلوا الشتائم والتهم على من يشاؤون من دون أية عقلنة أو ترشيد... المشكلة أن هذا النشاط أصبح مرتبطا بفئة واحدة من المجتمع، وبالتحديد بشيعة القرى، وتحديدا بـ «البحارنة». والمؤسف له أن هذه الفئة التي عانت من الاضطهاد كثيراً ويبدو أنها تعاني حالياً من اضطهاد نفسها لنفسهاً... اضطهاد ذاتي سببه الانفلات في الخطاب إلى الدرجة التي أصبح بعض شباب «البحارنة» وكأنهم محترفون في «صناعة الشتائم» وفي «توزيع التهم» على كل الأشخاص. ويستثنى من الشتم مجموعة الأشخاص الذين يقومون بالشتم، أو الذين يشرفون على المواقع الإلكترونية، وبعض الرموز... أما باقي البشر فما هم الا «عملاء» و«خونة». الرموز والأفراد الذين لا يتم شتمهم حالياً منشغلون بقضايا أخرى، وفيما لو حاول البعض جذب أنظارهم إلى ما يدور حولهم، فإن الجواب الغامض هو الوسيلة المفضلة للتهرب من المسئولية... والهروب من المسئولية له ما يبرره، فليس هناك من سيتحمل الشتائم التي سيتعرض لها من قبل الفئة الشاتمة التي أصبحت هي التي تسود «البحارنة»، وأصبح صوتها يعلو على كل صوت آخر. في النهاية تخرج هذه الفئة مثقلة بجراح داخلية وذاتية قبل أن تكون خارجية أو مفروضة من أحد، وفي النهاية ترسل أبناء القرى ما بين الاعمار 12 و18 سنة للشوارع لحرق الإطارات وتعطيل المرور وتفجير الاسطوانات أو براميل الكيروسين لتحترق منازل ويحترق أبناؤنا وتتعطل مصالح الناس... وفي النهاية يتم تثبيت تهمة التخريب على مجموعات شبابية في عمر الزهور. ربما ان من يحرض ويشتم يشعر حالياً بأن لديه «حصانة»، لأن وكالات الأنباء ومنظمات حقوق الإنسان الدولية ستكتب عنه فيما لو تم اعتقاله، وستفرج عنه الشرطة بعد ذلك. ولكن هل فعلا هذا ما نريد تحقيقه في هذه الفترة بالذات؟ هل ان هناك أية استراتيجية أو أي تبرير عقلاني يمتلكه من يحرض صغار سن وشباباً في أعمار تتراوح بين 12 و18 سنة إلى حرق الإطارات وتفجير الاسطوانات؟ لن أحصل على جواب من «رموز» و«عقلاء القوم»، وأنا لا ألومهم، فهم يخشون على أنفسهم من الشتم الذي سينهال عليهم في المواقع الإلكترونية، ولكنها أسئلة يجب أن نطرحها لتبقى للتاريخ، فلربما يجيب عليها الدهر بعد أن يكمل دورته التاريخية

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1200 - الأحد 18 ديسمبر 2005م الموافق 17 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً