من الأمور التي يتمتع بها أعضاء مجلس النواب حق المشاركة في الفعاليات التي تقام خارج حدود المملكة من مؤتمرات وندوات واجتماعات إقليمية ودولية، وكثيراً ما نقرأ في صحافتنا المحلية خبرا عن مغادرة وفد من أعضاء المجلس يضم عدداً من النواب للمشاركة في ذلك المؤتمر أو الندوة في إحدى الدول. المضحك المبكي ما سمعته من أحد النواب قبل أيام عن ممارسات بعض النواب ­ ولا نقول جميعهم ­ أثناء مشاركتهم في مثل هذه الفعاليات الخارجية، فقد نقل لي ذلك النائب عن مشاركة نائب في مؤتمر دولي عقد في إحدى الدول العربية والذي استمر لعدة أيام، فصاحبنا النائب اكتفى بحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وبعدها اختفى عن الأنظار وعندما بحث عنه منظمو ذلك المؤتمر وجدوه يبحث عن عدسات المصورين وأقلام الصحافيين ليطلب منهم إجراء مقابلات صحافية معه، وهو ما أثار حفيظة منظمي ذلك المؤتمر. القصة لم تنته، فبعد عودة ذلك النائب إلى البحرين قام بصوغ خبر صحافي وبعثه للصحافة المحلية يشرح فيه طبيعة مشاركته والكلمة التي ألقاها في المؤتمر. تلك رواية واحدة من كثيرات غيرها، وفي رواية أخرى نقلت لي عن مشاركة نائب برلماني في مؤتمر دولي عقد في إحدى الدول الأوروبية... ينقل المصدر أن ذلك النائب الذي حضر بعض جلسات المؤتمر طلب من أحد المصورين التقاط صورة له عند المنصة بعد انتهاء المؤتمر قام بالتمثيل فيها وكأنه يتحدث في المؤتمر، وبعد عودته أعد كلمة وأرسلها للصحافة وأرفقها بتلك الصورة، ومما ذكره النائب في تصريحه للصحافة أن كلمته التي ألقاها أمام المؤتمر نالت إعجاب جميع المشاركين، الغريب أن الكثير من النواب يعتبرون مثل هذه المشاركات بهدف السياحة والاستجمام وقضاء بعض الأوقات بعيداً عن الضغوط، ففي رواية مضحكة نقلت على لسان أكثر من مصدر، شارك وفد برلماني يضم عدداً كبيراً من النواب في فعالية أقيمت في إحدى الدول الخليجية، أن أعضاء الوفد لم يلتقوا مع بعضهم سوى في الطائرة عند الذهاب والمغادرة، فقد استغل بعضهم فرصة وجوده في تلك الدولة لإنهاء تسجيل أبنائه في إحدى الجامعات، وعمد بعضهم إلى التسوق لشراء بعض الهدايا لعائلته، وتناسوا المؤتمر الذي كان من المفترض أن يشاركوا فيه.