كل الأمم لا تنسى رجالها، وكل الأمم تخلّد ذكراهم. وكل بلد يفتخر بمن سعى لإرساء أسس الحرية فيه، سواء كان قائداً أو شهيداً. ففي مثل هذا اليوم لا يمكن نسيان الشهيدين هاني وهاني، اللذين سقطا في العام 1994 في أول أيام الحركة الشعبية في التسعينات، بعدها جاءت أسماءٌ أخرى لتروي شجرة الحرية التي نعيشها. هذا الخطاب قد يحتسبه البعض تصعيدياً، لكنه على العكس، فمن الواجب الإعتراف بدور الشهداء وتضحياتهم، التي أسهمت في ولادة هذه الديمقراطية التي تفتخر بها البحرين. قد نرى من الضير أن تتواكب ذكرى العيد الوطني وذكرى الشهداء، فاليومان يذكّران الجميع قيادة وشعباً، بحقوق وواجبات الجميع، فالعيد الوطني يرسّخ مبدأ الوحدة الوطنية والولاء للوطن» وما اعتاد الشارع على تسميته شعبياً بـ «عيد الشهداء»، الذي يجدّد اعتزاز الشعب بتضحيات أبنائه لترسيخ مبادئ الديمقراطية. إذاً فالعيدان لصالح الوطن، إذ يعملان على ترسيخ المبادئ التي عمل ميثاق العمل الوطني والدستور في تربة هذا الوطن، ولا ينبغي أن تكون ذكرى الشهداء ذكرى للتصادم، بل فلتتحول إلى ذكرى للتعاون من أجل وطن يكبر ويستوعب الجميع، ويتمتع بكل الحريات والديمقراطية. ماذا لو جمعت البحرين يومي السادس عشر والسابع من ديسمبر/ كانون الاول في ذكرى واحدة تخلد فيها ذكرى جلوس عاهل البلاد، وذكرى شهداء البلاد تحيي فيها ذكراهم وتكرّم أسرهم لما قدمه أبناؤها من أجل الإصلاح في هذا الوطن، وماذا لو شيّدت البحرين نصباً تذكارياً لشهداء الوطن بدلاً من الكثير من الأنصاب التي لا تحمل معنى ولا ترسّخ مبدأ
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1199 - السبت 17 ديسمبر 2005م الموافق 16 ذي القعدة 1426هـ