العدد 1198 - الجمعة 16 ديسمبر 2005م الموافق 15 ذي القعدة 1426هـ

العائلة المبتلاة بين شقة الأم وحلم المنزل

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

أملنا أن تكون مشروعات التوظيف والاسكان التي تطرحها بعض الوزارات ناجحة أو تخفف من هذه الأوجاع الموجودة في مجتمعنا. تصلني بين الفينة والأخرى رسائل من آلام المواطنين. وهنا لابد من التركيز عليها عبر سلسلة مقالات. عبدالعزيز جاسم من منطقة البلاد القديم يعيش في منزل آيل إلى السقوط وأسرته مكونة من 10 أفراد مع الأولاد، إذ إن المنزل غير مهيأ للسكن والعائلة مطالبة من قبل المحكمة بالإخلاء بطلب من المؤجر والمأساة تكبر وتعظم والعائلة ليس عندها مرافق فهي مضطرة لاستخدام حمام الجيران أو المسجد. وأحد اطفال العائلة اصيب بمرض جلدي بسبب عدم تهيؤ المنزل للسكن. وقد تم الحديث عنهم في الصحافة وقد أمرت الدولة ­ بعد نشر قصتهم في الصحافة ­ بإعطائهم وحدة سكنية وفرحت العائلة بذلك، لكن المشكلة ليست هنا وإنما في أن الوزارة تريد منحهم شقة. والشقة لا يمكن أن تحل الأزمة فأسرة بهذا الحجم لا يمكن أن تستوعبها شقة صغيرة فهي تحتاج الى منزل، وهذا ما نأمله من وزارة الاسكان أن توفر للعائلة منزلا قد تستعيد به عافيتها بعد سلسلة من المعاناة. أملنا في الوزير أن ينظر إلى هذا الموضوع فمأساة الأسرة كبيرة كبيرة ولا يمكن أن تتحمل مزيدا من الاوجاع وخصوصا أننا على ابواب البرد القارس. فكيف يمكن لأسرة بأطفالها وصغارها وبعض كبار السن فيها تحمل هذه المعاناة؟ هذه العائلة على رغم الفقر المدقع مازالت تتحمل الآلام وقسوة الأيام في سبيل الوصول الى حياة افضل. الابناء تعبوا على دراستهم وهم من المتفوقين دراسيا على رغم كل المعاناة. السؤال: من لهذه العوائل؟ من يستطيع انتشالها من ألم الواقع؟ هناك العشرات من العوائل البحرينية تحسبهم أغنياء من التعفف وهم يرزحون تحت قسوة الغلاء يحتاجون الى دعم من الدولة ومن المجتمع ايضا، والإمام علي (ع) يقول: لو تراحم الناس لما كان بينهم جائع وفقير. بمعنى أننا كمجتمع يجب ايضا أن نسعى إلى استيعاب هذه الآلام عبر مشروعات تكافلية. ما اؤمن به أنه كلما تحسن الوضع المعيشي للناس تحسن الاستقرار النفسي لهم وبدأت المشكلات تقل. التكافل يتم بعدة صور. منها أن تسعى الدولة دائما إلى بناء الوحدات السكنية مع رفع الرواتب وتقليل الضرائب ويقع على التجار دور في دعم المشروعات الخيرية من بناء مبرات للأيتام أو ابتعاث الطلبة الفقراء الى الخارج... وإلخ. قبل يومين ذهبت الى مركز للتوحد في مدينة عيسى وهو مركز مهم يحتاج الى دعم سأذكره في مقال لاحق، كما أن الكثير من العوائل البحرينية تضطر لهجرة ابنائها المصابين بمرض التوحد للخارج وخصوصا إلى لأردن لوجود المراكز المؤهلة لذلك. لكم أن تتصوروا حال أم تضطرها الظروف لمفارقة ابنها ذي السنوات التسع وبقائه في الغربة سنين بعيدا عن امه في مراكز خارج البلاد. بالأمس جلست مع عوائل هؤلاء الأبناء وقد تحولوا الى قطع من الحزن والألم. سأذكر معاناتهم في الأيام المقبلة. قبل الانتهاء، يسألني بعض الإخوة: هل ستترك الكتابة في الصحافة؟ أقول لهم: لا طبعا، سأواصل الكتابة ولا تعارض في المهمات.

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1198 - الجمعة 16 ديسمبر 2005م الموافق 15 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً