مشروع مركز الحوار الثقافي مارس انطلاقته وهو في طريقه الى النماء والاثراء بالأيدي المتميزة التي انتسبت اليه. عندما دعيت الى واشنطن لالقاء كلمة بحضور شخصيات مسيحية معروفة على المستوى العالمي اوصلت للحضور مسجاً عبر الورقة التي طرحتها انه توجد في العالم العربي أصوات معتدلة تدعو إلى الحب والسلام وتحدثت لهم عن السلام عند الإمام علي (ع) واعجب الحضور بسماحة الاسلام خصوصا المضامين التي طرحتها عن الامام علي (ع). انتهزت فرصة وجودي هناك ذهبت الى بعض معاهد الفنانين للتعرف على الابداع والفن التشكيلي. انا مؤمن بأن في الغرب يوجد ابداع في الرسم والشعر والأدب... الخ يجب ان نقدمه إلى ابنائنا ليستفيدوا منه واحمل هماً ان اقيم ذات يوم معرضا للطاقات البحرينية هناك. خلال الفترة المقبلة القريبة سأسافر الى سويسرا بمعية عضو المركز المبدع الشاب زهير السعيد (التنين) لعرض لوحاته على مختصين هناك قمت بالتنسيق معهم. سنسافر مع هذا الشاب المبدع مع عدة لوحات فنية وانا على يقين انهم سينبهرون بلوحات هذا الشاب المبدع. ودعونا نوصل إلى العالم الطاقات البحرينية والعبقريات البحرينية ليرى العالم هذه الطاقات الشابة فالحياة ليست كلها سياسة. هناك موقع للثقافة اهملناه، هناك عشرات الطاقات والموهوبين ضاعوا واندثروا تحت حوافر التناقضات اليومية. ان هؤلاء المبدعين يجب ان نأخذ بأيديهم الى العالمية خارج اسوارنا الضيقة ويجب ان يخرجوا من موقع المحلية الى العالمية. يجب ان نفجر هذه الطاقات لتعطي صورة جميلة للبحرين في التسامح والحب والسلام والوطنية والثفافة والعلم ايضا. هؤلاء الشباب يجب ان تكون لهم خيمة يستظلون تحت ظلالها فليلقِ الآخرون الحجارة وليزرعوا المشانق، غدا يرون النتاج، غدا سيعرفون القيمة الكبرى لعمل الخير عندما تطل شمس المبدعين من تحت استار الظلام. عندما يصل ذات يوم زهير السعيد أو حسين الخزاعي أو الطفلة الشاعرة هدى الى العالمية ويشرفون اسلامنا ووطننا ويصبحون قامة من القمم العالمية سيفتخر الجميع بهم وسيقدم لهم الوطن التحية والاكرام، غدا تتحول الطعنات الى قبلات وقديما قيل: الهزيمة يتيمة وللنصر الف أب. واجمل نصر ينشده الانسان في عمره القصير خلود المبدعين. يجب أن نهزأ بالفقر والضمور والضياع والقبول بالفتات. لماذا لا تنجب البحرين الف بيكاسو وبيكاسو الف عقاد وعقاد الف جواهري وجواهري. دعونا نفتش عن المبدعين بدلا من جلد الذات. ليس قدرنا ان نملأ الشباب بثقافة الموت بل بثقافة الحياة فلنأخذ بيدهم نحو الشمس هازئين بالاحباط والتراجع. قدرنا ان نعمل في الفن والجمال والتجارة والاقتصاد وعيننا على العالمية، لانترك مكانا الا وندخله لنضيئه بالمحبة والمعرفة والتسامح وتحقيق الحقوق. ودع الآخرين يقولون مايقولون. اقول لكل مبدع بحريني في اي تخصص: اعمل وانطلق لا تعبأ بالانكشريين اعداء النجاح فالانسان الناجح ليس لديه وقت للرد على أحد مشغول بنجاح يتلوه نجاح. كم شاعراً جلست معه يشكو تخلف العقول؟ قلت له: الفنان يجب الا يمنح اذنه للبسطاء والامام علي (ع) يقول: لا يبلغ العاقل من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه والجاهل عدو نفسه فكيف لا يصبح عدو غيره. مركز الحوار سيقدم للعام الجديد لوحة وطنية عملاقة عن الوطن. واللوحة الاخرى ستكون للسلام العالمي والثالثة عن التسامح والحب بين الطوائف سنة وشيعة. عندما تعلو أصوات النشاز من بوم وضفادع تعزف على أوتار الطائفية كقناة المستقلة يجب أن ترتفع أصوات تدعو إلى الحب والسلام والتعايش واحترام مقدسات الطوائف ورجالها وثوابتها. هاهم البحرينيون يفجرون الأرض ابداعا وجمالا. هؤلاء الفنانون سيملأون الوادي جمالاً وعطراً كما يعطي الريحان عبيره العطر في ذلك الوادي. لوحات السعيد سيكون لها صدى ان شاء الله في سويسرا وعقبال العالمية. أما بالنسبة إلى الفنان الموهوب حسين الخزاعي فيجرى ايضا الترتيب له لبلد جميل مليء بالابداعات وهذا الطفل سيفجر ابداعاته ايضا في الخارج وهكذا خطوة خطوة نوصل ابناءنا الى خارج اسوار المحلية الى حيث الآفاق والتحديات واكبر تحد هو تحدي المعرفة والعلم والفن والابداع والجمال.
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1196 - الأربعاء 14 ديسمبر 2005م الموافق 13 ذي القعدة 1426هـ