تناولت في المقال السابق أنواعاً من الكائنات الشريرة القادمة من كوكب آخر، يقال إنها من فصيلة «الزواحف»، تزاوجت مع البشر وأنتجت عنصراً مستهجناً من الخليط الذي ينتعش ويكتسب طاقته من التدمير والقتل وسفك الدماء، وهي في حاجتها تلك تقوم بغزو العالم للاستيلاء على الثروات الهائلة التي تلزمها للسيطرة على البشر. وفي إحدى الإصدارات الحديثة لديفيد إيكا يذكر أن مقر هذه الكائنات القارة الأميركية الشاسعة، لما فيها من مساحات تختبئ فيها وتعمل وتخطط بكل خُبث ودقة، وتتعاون مع القادة أو تسيطر عليهم بممارسة السحر الأسود والشعوذة ليساندوها في التدمير وسفك الدماء. وإلى جانب حبها للسيطرة على العالم لها أهداف أخرى، من نشر الخوف بين البشر وخلق البلبلة، فكلما خاف الإنسان تعلق بغريزة حب البقاء، وبات غائباً أو مغيباً لا يدرى مصيره وتزداد حيرته. والأمر الأهم الذي يطرحه هو ازدياد تردّدات الطاقة السالبة، ولكن ما هي الطاقة؟ وكيف تعمل؟ الطاقة الإنسانية نوعان: الطاقة الإيجابية وهي ذات ترددات عالية، تصدر عن الإنسان الطيب أثناء ممارسته للفضائل الحميدة، من الحب والصدق والإخلاص والشرف... إلخ، وكل ما تنص عليه الأديان من أفعال الخير. وهذه الترددات تُزعج الكائنات المستهجنة لأنها تجلب الفرح والسعادة والطمأنينة للبشر، وتمكنهم من العيش الرغيد وبالتالي قد يتأثر ويتقلص نموها أو تموت. أما الطاقة السالبة فهي ذات ترددات منخفضة وتصدر عن الشرور كالكذب والنفاق والخيانة والقتل طبعاً. هذه الممارسات تؤذي الإنسان وتتردد من ثم كتلة من الخوف والأنانية والغضب، وهو ما تريده هذه الكائنات، ليكون الإنسان كئيباً مؤرقاً، وهذه الطاقة تساعدهم على البقاء والسيطرة على العالم، دعونا نرى الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام (المسيطر عليها) طبعاً من قبل هؤلاء في اعتقادي، وكيف باتوا يتقنون ويتفنّنون في صناعة أفلام الرعب من خلال السينما الأميركية، في قطع أوصال البشر وتشويههم بأعنف وسائل التكنولوجيا الحديثة. إن الطبيعة الخيرة للبشر مناقضة تماماً لما يعرض عليهم من الكره والحقد والتدمير ولا يمكن للإنسان الخلاّق السوي من المشاركة في تصدير هذا الكم الهائل من الأفلام التي تشوّه نفوس البشر، ومن دون أية فائدة على الإطلاق. إذن ما هو هدف نشر رسائل العنف هذه على الفضائيات والشاشات؟ لأن ما فعلوه لم يكن كافياً، انتقلوا إلى تحويل العالم إلى مسارح حية للقتل والتدمير، للحصول على ذبذبات أكثر للتخويف ومن ثم فرض السيطرة الكاملة. وتشهد الحقبة الأخيرة المجازر الحية في العراق وطرق التعذيب الوحشية والممارسات المريضة للسيطرة على هذا الشعب العربي، بينما حكام العرب مغيبون، ويبدو أنهم مسيطر عليه أيضاً (والله أعلم)، وآخر نوع من السيطرة هو بإصابة العراقيين بصعوبة في التنفس، وبعدها يتساقطون على أبواب المستشفى موتى كالذباب، ودونما أية إصابات ظاهرية، أليس هذا نوعاً مستحدثاً من القتل، إما عن طريق الغاز أو ذبذبات متطورة تدمر الجهاز العصبي؟ فالخوف إذن هو الهدف، وربما هو ما أربك حكامنا وشلّ إرادتهم ومنع تدخلهم عن مساعدة العراق للتخلص من الاحتلال، إن الإنسان الخائف هو أكبر مصيبة، فهو إما أن ينتكس ويصاب بالإحباط ويتوقف عن الإنتاج والتحصيل ولديه مشاعر مليئة بالإحباط والحقد تجاه من حوله، وإما أن يصبح شديد الأنانية ويريد «تكويش» كل ما يستطيع الحصول عليه من أموال وثروات، نظراً إلى القلق الشديد الذي يؤرق وجوده وحاجته الدائمة للهروب من نفسه، ومن دون أن يفيد أو يستفيد من تكديس الثروة، فالتجميع لمجرد التجميع من دون هدف محدد أو أكيد. لقد بت يائسة إلى حد بعيد، فقد غزينا في عقر دارنا وأصبحنا مكبلين بسلاسلهم وأفلامهم ورعبهم... بأغذيتهم المدمنة وثيابهم وسحر كلامهم وموسيقاهم. إن أبناءنا في خطر مرعب، وإنني أدق ناقوس الخطر القادم من الغرب، فكيف لنا من هزيمتهم وإعادة بناء مجتمعنا من جديد ونبذ هذا الخوف المسيطر على كل خطواتنا ودواخلنا؟... ولنا وقفة أخرى من حوار.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1196 - الأربعاء 14 ديسمبر 2005م الموافق 13 ذي القعدة 1426هـ