العدد 1196 - الأربعاء 14 ديسمبر 2005م الموافق 13 ذي القعدة 1426هـ

تيتوان لامازو يرسم «نساء من العالم»

تيتوان لامازو رجل من الصعب حصره، ملاح مجاز، فاز في سباقات بحرية كثيرة، ورسام يتأمل العالم، ليس من السهل إلصاق لقب به. من اخباره الاخيرة، يوجد الرجل بين الصين واستراليا ساعياً وراء نساء غير عاديات لرسم بورتريه لهن. نقدم هنا تطور مشروع «نساء من العالم» الذي سيكرس له في خريف 2006 كتاب استثنائي. ينوء مشغل الفنان تيتوان لامازو الباريسي تحت الأنوثة. فهناك عالم من نساء وضعه فيه الفنان الفرنسي كما تراكمت فيه منذ خمس سنوات بورتريهات ورسوم ومخططات ونصوص وفيديو وصور، جلبها الرحالة الجوّال خلال سفرياته، أو وضع مسوداتها بمحاذاة قصر في بالي أو في مترو لوس انجليس أو في مخيم للاجئي التشاد. «أجوب الكرة الأرضية منذ عشرين عاما من مرفأ الى مرفأ. عندما قررت التوقف مهنيا عن الملاحة، تابعت الرحلات ثقافيا على اليابسة ونشرت عددا من كراسات السفر كشواهد على اقامات مختلفة في بلدان عدة»، هذا ما يقوله الفائز بسباق فاندي ­ غلوب ­ شالنغ سابقا على موقع انترنت، وقد خلع اليوم قبعة البحري واستبدل بها قبعة الرسام المكافح. العام 2001 وعلى اثر رحلة الى القرن الافريقي عاد وفي علب الرسم مشروع فرعوني تمثل بإنجاز كتاب يود فيه رسم اقدار نساء «من الوزيرة حتى الفلاحة، من مخرجة السينما حتى سائقة الأجرة (التاكسي)». كتاب حديت تصدره دار نشر غاليمار. رعت «الاونيسكو» فورا هذا المشروع، وعينت وكالة الامم المتحدة الثقافية تيتوان لامازو «فنانا من أجل السلام» العام .2003 فهو يجوب القارات الخمس منذ ذلك الوقت للقاء النساء، للتعرف على تاريخهن وللالقاء بهن على أوراقه. بعد تميزه كملاح منفرد، تأكدت موهبة تيتوان لامازو كرسام عاشق لاحاطة الناس به. يرافقه في تجواله مساعدان للصورة وللفيديو في اربع عشرة منطقة في العالم يشهدون، بحسب قوله، على «تجانس المشاغل الانسانية المشتركة وعلى تعددية التعبير الكثيرة». «عندي انطباع بأني اعرف هؤلاء النسوة وانهن كلهن قريبات مني، في حين اني لا اعرف منهن سوى الاسم»، هذا ما تقوله ستيفان برتيي، إحدى المساعدات الباريسيات لتيتوان لامازو التي أبحرت معه في مشروع «نساء من العالم». في العاصمة الفرنسية تتراكم الاعمال النادرة وتتم إدارتها. كمية المحفوظات هائلة والفريق العامل مع تيتوان لامازو بدأ يشعر بقلة الوقت اللازم لإنجاز العمل. هنا يجري تصنيف الصور والفيديو ومسودات الرسم والنصوص والرسوم التي جلبت أخيراً من «اسرائيل» في حين كان الرسام يتنقل مع فرشاته في مكان ما في الصين، كما يشاركه فريقه الباريسي في تحضير رحلته المقبلة الى كولومبيا. يتعاون الفنان بشكل وثيق مع (الاونيسكو) ومع عدد من المؤسسات والأفراد لتبديد عقبات التنقل. وضعت منشورات غاليمار على برنامجها في اكتوبر/ تشرين الأول 2006 نشر هذا المؤلف ذي الحجم الخاص، وكلما اقترب الموعد فرضت الخيارات الفنية نفسها وكلما زاد عدد العاملين... يمثل المشغل في الدائرة التاسعة عشرة في باريس مخيم عمل فعلي لتيتوان لامازو ومنارة هذه الزوبعة. يدع البحار القديم حقائبه فيه بين رحلتين ويستغل الوقت القليل في باريس للاهتمام بفترة ما بعد الإنتاج الضرورية لإنجاز المؤلف. من المتوقع القيام بالرحلة الاخيرة لهذه التجربة الفريدة في هذا الشهر ديسمبر/ كانون الأول، ومن ثم يبدأ الاخراج النهائي للكتاب. طبعا، من الصعب ايجاز خمس سنوات من العمل في كتاب مهما كبرت أهميته، لذلك يعمل تيتوان لامازو على معارض تختلط فيها بشكل وثيق الصور والنصوص والفيديو. وفي هذا المجال، دشن في جاكارتا معرض «الربيع الفرنسي» في مايو/ أيار الماضي في مبنى المركز الثقافي الفرنسي إذ قدم 70 بورتريهاً لاثنتي عشرة امرأة من اندونيسيا. يمثل هذا المعرض الى حد ما مقدمة لتظاهرة جوالة مهمة تبصر النور ابتداء من العام .2007 وحتى ذلك التاريخ، ربما يكون تيتوان لامازو القى بمرساته مرارا أخرى على ضفاف القارات.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً