العدد 1196 - الأربعاء 14 ديسمبر 2005م الموافق 13 ذي القعدة 1426هـ

الشيخ: «منحنيات معاصرة» محاولة لخلق فهم جديد للأشياء والاتجاهات

تجربة ثالثة اقتربت من الوسائط والتقنيات

العدلية-جعفر الديري 

تحديث: 12 مايو 2017

تلك هي التجربة الثالثة من معرض «منحنيات معاصرة» التي تجمع مجموعة من الفنانين والمصورين البحرينيين الشباب. بعد أن سبقتها التجربة الأولى والثانية للمعرض الجماعي الثالث للفن المركب والوسائط المتعددة. لذلك، وجدنا في المعرض الثالث منحنيات ركزت على الاتجاهات المعاصرة وتحولات الفن في العالم. ومحاولة للتعاطي مع الوسائط والتقنيات التي تم توظيفها لتقديم أعمال ذات رؤية فنية. ان ما يميز معرض هذا العام الذي شارك فيه أنس الشيخ، محسن غريب، حسن الحايكي، وحيدة مال الله، هنادي الغانم، نور البستكي، كريمة زهير، وشذى الواوي ­ وبحسب ما أوضح الشيخ في تصريح سابق ­ هو التركيز على الفيديو والفيديو التركيبي. فقد كان المعرض في بداياته يركز على الفن المركب، الذي يقوم على تكوين عمل فني في فضاء بمؤثرات بصرية وسمعية. أما هذا المعرض فالمسيطر فيه الفيديو والفيديو المركب. وللتعرف أكثر على طبيعة هذا المعرض وعلى الأعمال المشاركة كان لـ «الوسط» هذا اللقاء مع مجموعة المشاركين، على هامش افتتاحه من قبل محافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة مساء الاثنين 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري في صالة الرواق للفنون التشكيلية. فإلى هذا اللقاء...

لغة مشتركة

قبل أن أدخل معكم في دهاليز هذا المعرض. يخالجني شعور وأنا أتصفح أعمال المعرض بأن هناك ما يشبه اللغة المشتركة بين جميع المشاركين. فأين أقع يا ترى عليها؟ ­ شذى: أتصور أن فكرة العمل الجماعي قادرة على خلق مجال أكبر للخروج بأفكار جديدة. ونحن في هذا المعرض حاولنا عن طريق استخدام المفاهيم التركيبية خلق مجموعة من الأفكار الجديدة المتميزة التي أوضحتها طريقة العمل. نور: في هذا المعرض نحن لا نحاول عرض مجرد أفكار كالمعارض الفنية العادية. وانما نحاول من خلال الأدوات المستخدمة أن نخلق أفكارا غير مباشرة تستطيع أن تمنح المتلقي أو المشاهد أو المتأمل مجالاً لإعمال الفكر. فهناك الكثير من الموضوعات التي تستطيع عن طريق دمجها مع بعضها أن تخرج منها بشيء متميز. هذا بالنسبة لمن يمتلك حاسة يستطيع من خلالها أن يميز بين الشيء الجيد وبين الشيء الرديء. محسن: أنا شخصياً أجد هذا المعرض من أهم المعارض التي احرص على المشاركة فيها مع الصديق الذي اعتبره معلماً وهو أنس الشيخ. وهو معرض اعتبره أيضاً من أنجح المعارض، لأنه معرض يحرص على اضافة الجديد مع كل دورة منه ­ ان صح التعبير ­ باستخدام مختلف الخامات من حديد وخشب بتوظيف حديث للموضوع. فهو معرض يحرضني للعمل أكثر من المعارض التقليدية أو المعتادة. فهو معرض يفسح لي المجال لطرح أفكاري باستخدام خامات متنوعة أكثر من أي معرض ثاني. فلو أحببت العمل في معارض عادية فاعتقد أنه لن يتوفر لي الجو، كما هو حاصل في هذا المعرض الذي نقيمه سنوياً والذي يتيح لي اختيار المكان والمساحة التي أريدها.

عمل مركّب

فهل أجد لدى كل منكم وجهة نظر بشأن العمل المركب، بمعنى آخر كيف تنظرون وتتعاملون مع هذا النوع من الفن؟ ­ هنادي: يظل هناك هاجس عندي وهو كيف أني أستطيع أن أحوّل العمل التشكيلي أو اللوحة الى فيديو ­ هكذا أفهم العمل التركيبي أو الفرق بين العمل التشكيلي والعمل في الفيديو ­ وهو أن أحول اللوحة إلى حركة وصوت على شريط فيديو. وذلك لا يعني ان انفصل فلا أرسم اللوحة الزيتية. فاللوحة الزيتية لاتزال تسـتأثر باهتمامي وما أزال أجد فيها مجالاً واسعاً للجمال. فاللوحة لها جمالها كما أن لعمل الفيديو جماله أيضاً. وكذلك الأمر مع الصورة والعمل المركب إذ إن لكل منهما ما يميزه. شذى: بحسب فهمي للعمل المركب فانه يعني أن تتداخل المادة مع الصورة. حين تضع الصورة والى جانبها مادة ما فتخلق بينهما علاقة. فتلاحظ مثلاً وجود مجموعة من الأشياء العادية في الحياة ولكن عن طريق التصوير استطعت أن أخلق لها حضوراً مميزاً عندما أوضحتها للمشاهد ومزجتها مع خامة معينة. ­ حسن: أنا مثلاً استقيت فكرة هذا الفيديو من خلال الواقع. ومن خلال التفكير في فكرة أخاطب بها من سيشاهد هذا المعرض، وأصل اليه من خلالها، بطريقة سلسة. ­ وحيدة: وأنا الأخرى حاولت أن أفهم العمل المركب من خلال تقديم عمل فيديو أشبه باللعب.

مغامرة محسوبة

ان فكرة تحقيق منحنيات معاصرة على يد فنانين أو مصورين لأول مرة تبدو فكرة أشبه بالغامرة. ألم يراودكم هذا التخوف؟ ­ أنس: من المهم في وجهة نظري أن يتم تغطية الحركة التشكيلية في البحرين بوجوه جديدة وأساليب تفكير أخرى وربما يكون بعضها يتعامل مع الأشياء بعفوية لكنها تجارب تحتاج إلى تطوير. فانا مثلاً عندما أتعامل مع الاتجاهات المعاصرة أتعامل معها كي أستطيع فهمها ولن أستطيع ذلك من غير أن أتعامل معها. فهي محاولة خلق فهم جديد لأشياء واتجاهات وأفكار موجودة نتناولها برؤيتنا الخاصة. وأمر مهم هنا هو أني وجدت لكل من المشاركين وجهة نظر ورؤية خاصة وحضور متميز. سواء في أسلوب التفكير أو أسلوب الطرح. في التصوير أو في الفيديو. فالمغامرة مهمة هنا. فانت لن تستطيع خلق شيء جديد إذا لم تغامر وتكسر الحال الموجودة. ليس في مجال التشكيل فقط بل في جميع المجالات. اذ تقع هنا على اختلاف أو اتفاق أو اعتراض في وجهات النظر وكل ذلك يعطي حيوية. بالنسبة إلى مصورين فوتوغرافيين أعضاء في نادي التصوير الفوتوغرافي وليس تشكيليين من نادي الفنون. وبالتالي فمدخلهم لهذه الممارسات هو التصوير الفوتوغرافي. فهم عندما يشاركون في هذا المعرض، فانما يتحركون ضمن المناخ الذي يعملون فيه أساساً. فالفيديو هو صورة متقدمة من التصوير الفوتوغرافي فهي صورة متحركة.

مفاهيم تقليدية

ولكن هناك من يرى أن إدخال عناصر فنية في بداية طريقها في مثل هذه المنحنيات يتعارض مع الطريقة التدريجية التي تعتمد على تكوين الأسس ثم الانطلاق إلى مجال أرحب؟ ­ أنس: شخصياً أجد أن المفاهيم التقليدية لها وجهات نظر مختلفة. فأنت على أي أساس تستند في تدرج هذا الموهوب حتى يكون جيداً في المستقبل. هل على المنهجية الغربية ومفهومها الغربي منذ عصر النهضة وهو اجادة نقل الأشكال ورسم جسم الإنسان أم تستند إلى المرجعية في الفنون الإسلامية التي تبتعد عن التشبيه وعن النقل الحرفي للأشياء ليتكون لديك أشباه الأشياء وليس صورة الأشياء. فاسلوب التفكير هنا يختلف والسؤال كيف تستطيع أن تتعامل مع الفن وما الأسس التي ستستند إليها في ذلك. فلو رجعت مثلاً إلى الواسطي الذي قام برسم «مقامات الحريري» لوجدته لم يبدأ كفنان كلاسيكي بالمفهوم الغربي حتى استطاع الخروج برسومات بها قوة في التعبير واللون. حتى عندما نقوم بتحليل بناء أعماله والمنمنمات التي قام بعملها فسنجدها مختلفة عن البناء الغربي في تقسيم العمل وفي تشكيله. فبالتالي على أي أساس تعتمد في تقديم فنان موهوب. فمشكلتنا أن تجربتنا ­ حتى الآن ­ مستمدة من النظرة الغربية. والحال أن هناك من الفنانين من لا يستطيع الرسم الواقعي لكن لديه قدرة على التعبير خارج اطار الواقعية أقوى من الإنسان الذي انتقل من الواقعية إلى أشكال أخرى. لذلك، أؤكد ان كل من أنتج عملاً في هذا المعرض كانت لديه فكرة ربما تنوعت بين الفكرة العميقة والفكرة البسيطة والفكرة الجمالية. وعندما تشاهد أعمال المعرض ستركز الأشياء المهمة كالفكرة وربط الأشياء ببعضها وتأثير الصوت مع المشهد وإيقاع المشهد نفسه من سرعة وبطء وتنقلاته إذا كان «فيديو». فكريمة وحسن لديهما إحساس جميل في إيقاع مشاهد الفيديو والموضوع الذي عملا عليه. فمع أنها بداية الا أنها كانت بداية قوية. وشذى ونور قدما مفهوماً آخر للصورة على قدر مفهوم الموضوع. إذ أجد أن الموضوع هو المحور الرئيسي في تجربتهما. وهذا ما يسمى بالفن التركيبي حين تخلق علاقة من أشكال متعددة توحي بموضوع واحد بتأثيرات متعددة. يمكن أن لا تشعر بها من خلال الصورة الوحيدة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً