حقيقة لا أعلم ما حقيقة الإحساس الغريب والسلبي جدا بطبيعة الحال الذي يراودني بشكل موسمي من كل عام وفي هذه الفترة الزمنية بالذات، والتي تبدأ مع مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، إنه الإحساس بشيء من الإحباط ربما أو أشباه اليأس المتراكم طوال الأعوام الخمسة الأخيرة تقريبا، لا لشيء ولكن هذا الشهر (ديسمبر) بحكم أنه يمثل لي كما يمثل للكثيرين غيري من كونه نهاية عام بائد ومطلع عام جديد من المفترض أن يكون مُشرقاً من شأنه أن يجعلك أو هو يجبرك على أن تجلس مع نفسك تحاسبها وتحاسبك في «عمرك فيمَ أفنيت؟»... فلا أجد الجواب الذي يقنعني حتى أقنع به سائلي في ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون!
هو شهر يجعلني أفتح عيني بعد أن أغمضتها لفترة طويلة لا لحلم ولكن بسبب الدخول والدوران في دوامة حياتية أشبه بالطاحونه تبدأ مع كل صباح ولا تقف إلا في آخر الليل لتعاود الطحن من جديد في صباح اليوم التالي!
في مطلع ديسمبر هذا العام أردت أن أرى الأهداف ومدى ما تحقق من طموح وأحلام واقعية جدا جدا والتي وضعتها قبل اثني عشر شهرا من الآن... لأتفاجأ بواقع أكثر مرارة من سابقه، كثيرة هي الأشياء التي أريد تحقيقها، وبعلم الإدارة قمت بوضع الخطة الزمنية لتنفيذها... ولكني أرى نفسي الآن أعيد جدولة هذه الخطة الزمنية لا لشيء بقدر ما اكتشفته من أن تلك الخطة السابقة التي صلحت للعام الماضي لا تصلح لهذا العام... والتي أثبتت فشلها والمطلوب مني البحث عن خطة أخرى تثبت لي التحقيق!
العيوب... أو هو إجمالي العيوب (لكثرتها) والتي تسببت في تعطيل مشروعاتي التي هي جزء من طموحي وأحلامي المعقولة والواقعية جداً والبعيدة المدى ليست جميعها لم تتحقق بسبب كسل أو تقصير مني... ولكن المشكلة أكبر من هذا بكثير، كون المعطيات المطروحة أمامي لتحقيق هذه الطموحات (البدائية بالنسبة إلى جيراننا في الدول الأخرى) صعبة المنال أصلاً، وتتطلب منك عمل (حمير) حتى توفرها بالشكل المناسب على الأقل... وإلا انجرفت كما انجرف سابقوك إلى دوامة الفقر والعوز!
ورجوعاً إلى شهر ديسمبر وتبعاته هذا الذي يحسسنا بالذنب أصلاً... نأمل أن يكون آخر شهر في عمرنا تتكرر فيه الأجندة السابقة (أحلام وطموح العام الماضي وما قبله وما قبل قبله بشكل تراكمي)، ولربما أصبر على تكرار رؤية هذا الحلم يراودني بهذه الطريقة على مدار العام... ولكنني لا أضمن أن أواصل الصبر بهذا الحماس وألا يفلت مني زمام الأمور وأكفر بما أريد لأنضم الى صفوف الـ (.......)! والله من وراء القصد!
إضاءة
يقولون والعهدة على الراوي... إن مجموعة من مُدرسات اللغة العربية اللاتي اتجهت وزارة التربية إلى ترغيبهن في التحويل إلى نظام الفصل وصارت تدفع لهن 200 دينار شهرياً قيمة التدريب... صارت تخصم منهن 100 دينار بعد أن داومن في التدريس... فهل هذا صحيح؟ وإن كان صحيحاً فهل هذا معقول؟
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1195 - الثلثاء 13 ديسمبر 2005م الموافق 12 ذي القعدة 1426هـ