أنهت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس جولتها الأوروبية التي استمرت قرابة 5 أيام، شملت ألمانيا، أوكرانيا ورومانيا ثم بروكسل للقاء وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي، وكان محور الجولة التي عبر فيها المراقبون عن أملهم في حتمية الحصول على إجابة شافية، بشأن ما أثير في قضية السجون السرية وقيام وكالة المخابرات الأميركية باعتقال من تصنفهم في خانة «الإرهابيين» داخل هذه المعتقلات التي عرفت أيضاً بسجون الأشباح الموزعة وفقاً لتقرير «واشنطن بوست» على مختلف الدول الأوروبية. هذه الأنباء إن صحت فإنها تمثل انتهاكاً لسيادة الدول الأوروبية، لكن كل هذه التوقعات من زيارة رايس لم تكن في محلها إذ اتخذت بدلاً من ذلك موقع المدافع الهجومي عن بلادها في حربها ضد الإرهاب والوقوف ضد أية انتقادات عنيفة توجه لأميركا بشأن سوء معاملة المعتقلين.آخر مكاشفات القضية هو ما أعلنته لجنة حقوقية أميركية برفع دعوى قضائية ضد «سي أي ايه» بتهمة اختطاف المواطن الألماني ذي الأصل اللبناني خالد المصري من مقدونيا واقتياده إلى سجن في أفغانستان. تداعيات اختطاف المصري عن طريق الخطأ، لم تنته عند حد معين بل مازالت الحكومة الألمانية تعاني من ضغوط الأطراف المعارضة والمطالبة بالكشف عن ملابسات القضية التي وقعت في حكومة المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر لكن ظهرت إبان ولاية خليفته انغيلا ميركل التي لم تكد تصحو من وجع الرهينة الألمانية في العراق حتى استيقظت على وقع فضيحة أخرى وهي أزمة اختطاف المصري. جولة رايس قوبلت بدعوات من الخبراء الحقوقيين برغبة جامحة لزيارة المعتقلات الأميركية وخصوصاً سجن غوانتنامو تأكيداً لما ذهبت إليه رايس في تصريحاتها الهجومية في أوروبا على أن بلادها تحظر استخدام أساليب التعذيب في معاملة المعتقلين، يا ترى هل ستتحقق أمنياتهم حتى ينكشف المستور والقابع وراء جدران معتقل مْفٌّ. فلننتظر ونراقب.
العدد 1195 - الثلثاء 13 ديسمبر 2005م الموافق 12 ذي القعدة 1426هـ