عندما أكتب مقالاً أكتب من دون أن أنظر إلى ردود الفعل حولي، هل ستكون فرحة أم غاضبة؟ ذلك لأن عيني على الأجيال القادمة مع قناعتي التامة بأن ما نطرحه من أفكار بلسان واحد اليوم سيردده الآتي بألسن عدة في المستقبل. وقناعتي التامة بأن هناك ثلاثة أمور مازالت تعمل على خلق الأزمات سأسهب اليوم الكلام عن بعضها وفي الأيام المقبلة سأستعرض الأخرى. الأول: هناك بعض المسئولين في السلطة بمختلف رتبهم يسعون لحل ملفات الفقر والعوز وآلام الناس لكن يوجد من المتمصلحين وهم كثر يعملون لبقاء أزمة الثقة بين قطاع من الناس والسلطة ليعتاشوا على ذلك، فهم دائماً ما يصورون للسلطة الصورة الخائبة التي تطرح في مواقع الشارع العام على انها هي الصورة الحقيقية لكل الناس بلا استثناء بل ويسعون إلى إيقاف أي خدمات معيشية من السلطة قد تساعد على تهدئة النفوس وتطييب الخواطر، فذلك للاحتفاظ بكل الكعكة ولو على حساب مستقبل البلد. وقد اصطدمت بحوادث مختلفة وانا أسعى إلى تطييب الخواطر ولمِّ الشمل وانجاح بعض الأمور واكتشفت ان هناك أحياناً قرارات وأوامر لصالح مواطنين أو قضية حساسة مهمة في منطقة معينة جمدت من وزير أو من قبل مسئول هنا أو مدير هناك وأحياناً يلعب وزير معين دوراً في ذلك. هذه النظرة القاصرة طبعاً لا تخدم المستقبل. أحياناً مسئول بسيط (أقل من وزير) يحاط بأسلاك وأكياس بشرية من قبل حواشي حتى لا يتم الوصول إليه وفعلاً الحواشي دواهي. هناك حواشي جهدها الجهيد ان توصل إلى المسئول المناظر المحبطة والكلام المحبط. العامل الآخر: توصيل الرسائل الخاطئة عبر الشعارات اللامسئولة والتي ترجعنا والبلاد سنة ضوئية إلى الخلف وما نقوم من بنائه خلال سنين من التواصل والتقريب لتعزيز الثقة يهدم بتصريح طائش غبي وهنا تنقلب الموازين وتدخل الصحافة على الخط واولائك المسئولون الوشاة والحمد لله في البحرين أي كلام غير وطني لا مسئول تحاول صحافتنا الغراء تغليفه بالأغلفة وتسلط عليه الضوء ليعمم على الجميع أن هذا الشعار الغبي يمثل الجميع ويصبح الجميع يشار اليهم بأصابع الاتهام. وللأسف لا يوجد من يقف موقفاً جريئاً من صبيانية الشعار أو صبيانية استغلال الشعار الأقلة لأن وللاسف الشيد الكثير يخاف من الوقوف أمام عاصفة تخلف وجنونية الشعارات، مع تيقن الجميع ان هذه الشعارات تصبح وبالا علينا وعلى أجيالنا ولها تداعيات خطيرة جداً والله والمستعان. الأمر الآخر الذي لا يقل خطورة أطرحه على هيئة سؤال واتمنى من الدولة الالتفات إليه: هل المسجات التي تعمل على تعزيز الثقة توصل للدولة دائماً بصورتها وكبر مساحتها وهل كل الحواشي صادقة في توصيل هذه الشعارات الجميلة التي تعمل على تعزيز الثقة وتعطي صورة واضحة ان ليس كل البحرين راضية بالشعارات الخائبة.
أطرح هنا أسئلة:
الصحافة البحرينية كتّاب وأعمدة وتقارير هل تعاملت مع جدارية المرسم الحسيني في دعم الوطن بالحجم المطلوب؟ وكتاب الشتم، لماذا يقفزون على هذه الجدارية وهي صوت حقيقي صادق محب للمشروع الإصلاحي والوطن؟ لماذا لا توصل هذه الرسالة واضحة؟ علماً بأن المرسم بقي سنين بلا إجازة رسمية ولعب به بعض المسئولين حتى أعطي التصريح. اكتشفت وللأسف الشديد هناك شباب بحريني بعضهم يريد إيصال مسجات جميلة كل بحسب فنه، ولكن هناك من المسئولين الصغار (الأسوار البشرية) تطردهم من البوابة لتعميق الصورة السوداء، ان كل هؤلاء مخطوفون لبعض الشعارات الغبية التى تطرح أحياناً في الشارع لتعميق صورة تعميمية قاتمة على الجميع يشارك في تعميقها أغبياء الشعار ومسئولون صغار مازالوا متكدسين من الحقبة الماضية التي تكره تعزيز الثقة وكتاب في الصحافة أسراء التعميم المتعمد لبقاء مثل هذه الصورة. هل تعلمون حجم الاسماء التى تصلني يومياً تريد ان تبرز رسائلها الوطنية للبلاد لكنها ضائعة بين هؤلاء ثلاث الفئات، شعراء ورسامون ومنشدون عدا عن قرى تريد الاحتفال بالعيد الوطني وبين ايديكم قريتا بوري وعالي وغيرهما. أقول للإعلام والصحافة سلطوا الضوء على هذه الاحتفالات لأجل المستقبل والأجيال القادمة؟ وأتمنى من وزارة الإعلام نشر نشيدة حب الوطن التي ألفتها فرقة الولاء ولقيت صدى كبيراً في الوسط الشعبي ولدى حتى بعض المسئولين، والسؤال هل تعلم الدولة عن هذه النشيدة شيئاً؟ هل تعلم الدولة عن شعر الطفلة هدى (7 سنوات) وقصائدها في حب المملكة؟ هل تعلم الدولة عدد الرسومات التي رسمت في مملكة البحرين واللوحات الكبيرة المكدسة في البيوت فقط لمناسبة العيد الوطني؟ انا متيقن ان الكثير منها لا يوصل. لماذا؟ للأسباب الثلاثة التي ذكرتها سابقاً. أتمنى من الدولة الالتفات إلى هؤلاء الشباب وإلى هذه القرى ودعمهم والانتباه لبعض الحواشي لا اقول كلها فبعضها أمين في النقل والتوصيل وما تمارسه الأسلاك البشرية لتكريس الصورة القاتمة. هذه البلد نفديها بالدم وبالروح فلنعمل على الخير للأجيال القادمة فلنعمل على تقريب الشيعي بالسني والسني بالشيعي على الخير ونقوي الثقة بين الجميع ونبني الوطن ونعيش احتفالات الوطن وأنا أؤمن أن النقد يبني البلد والمكياج خرَّب البلد، ولكن فليكن النقد حضارياً علمياً دقيقاً وبخطوة خطوة نصحح الأخطاء أما إذا تركنا كل واحد يريد أن يبني البحرين على طريقته الخاصة فسنخسر البحرين ونخسر كل شيء. في لقائي الأخير مع إذاعة «صوت أميركا» وحتى قناة «ان يو تي في» قلت لهم: يجب ألا نختزل كل شيعة البحرين (ومنهم الوزير والمثقف والعالم والفلاح والدكتور والتاجر) في حريق هنا أو شعار لا مسئول هناك والتعميم في الحكم ظلم للجميع. ختاماً، شكراً للمحافظة الشمالية والمرسم الحسيني والفنانين على «جدارية حب الوطن» ونتمنى المزيد في العيد الوطن
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1195 - الثلثاء 13 ديسمبر 2005م الموافق 12 ذي القعدة 1426هـ