في مساء يوم السبت... وفي أحد المقاهي الموجودة في مدينة المنامة التقيت مع المخرج المبدع والفنان الأخ عبدالله يوسف، وقد كان برفقته الأخ العزيز وابن المحرق الأصيل الأخ عبدالله مطيويع.
لمن لا يعرف الفنان عبدالله يوسف (وهو غني عن التعريف) فهو إنسان كريم وشخص عصامي مجتهد وقد بنى نفسه بجهوده الذاتية ومن دون الاعتماد على أية جهة كانت... وطبعاً الأخ عبدالله مطيويع أشهر من النار على العلم، ولكني في الواقع لا أعلم لماذا هو يكرر وبشكل متواصل المقطع الأول من أغنية الفيحاني المشهورة: شبعنه من عناهم وارتوينه وعند رسوم منزلهم بكينه.
وبينما نحن الثلاثة جالسون ونتجاذب أطراف الحديث الأكثر من شيق، حضر شخص لا أعرفه ولكنه بالتأكيد يعرف اللذين معي معرفة جيدة لأنه سلم عليهما بحرارة ثم سلم علي سلاماً سطحياً وجلس معنا... عبدالله مطيويع سأله: ألا تعرف هذا الشخص (يقصدني أنا)؟ إنه كاتب عمود في صحيفة «الوسط»... فنظر إليَّ بتمعن، وقال: نعم... نعم أعرفه، إنه... وقال اسم غريب لشخص آخر لا أعرفه ولا أظن أني سمعت به أو قرأت له... فوافقته على هذا الاسم الغريب حتى لا أحرجه... ولكنه لم يسكت عني وإنما قال: بما انك تكتب في «الوسط» فإني أريد تحميلك رسالة إلى رئيس التحرير الدكتور منصور الجمري... قلت له على الرحب والسعة هات ما عندك... وأنا هنا أوفي بوعدي له.
ضيفنا يقول لرئيس التحرير وبالحرف الواحد... كيف تسمح أن يكون في صحيفتك كاتب عمود متغطرس ويكتب كلاماً كله كذب ولا يعجبنا؟ سألته من تقصد؟ قال: أنا أقصد الشخص الذي يكتب عمود في الصميم... أووه... هو يقصدني أنا... ومن دون أن يعلم.
طبعاً، أنا حاولت وبقدر المستطاع ألا أحرجه... وحتى صاحبي (عبدالله وعبدالله) منعتهما من التدخل ووقف هجومه الشرس والمتواصل على كاتب عمود في الصميم... والعجيب أنه يهاجمني (من دون أن يدري) وهو يدخن وبشراهة من علبة سجائري.
المشكلة الرئيسية لكتاب الأعمدة في الصحف البحرينية هي ليست في النقد الموضوعي لهم أو لموضوعاتهم وإنما هي في النقد الجارح المبني على شخص الإنسان الكاتب لهذا الموضوع حتى وإن أعجبهم الموضوع... وأنا لدي شخص لا أريد ذكر اسمه (مع أنه يستخدم اسماً مستعاراً) هو دائماً يهاجمني عن طريق البريد الإلكتروني ويهاجم عائلتي بالتجريح وأنا لا ألتفت إليه... لأنه يكفيني أنه مقابل كل واحد مثله يهاجم من دون وجه حق، يوجد قراء موضوعيون وهم يرسلون إلي الكثير من رسائل المحبة والتشجيع مثل الأخ محمد عبدالرسول مكي والأخ محمد عبدالحسين والأخ أحمد النبهاني... النتيجة ثلاثة إلى واحد... فمن هو الفائز
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1194 - الإثنين 12 ديسمبر 2005م الموافق 11 ذي القعدة 1426هـ