... بل يكاد يكون هو الموعد الأهم بالنسبة الى شريحة الباحثين عن عمل من الجنسين، تلك اللحظة التي يتسلمون فيها وظائفهم ويبدأون حياتهم العملية ويفكرون ملياً في أن الحياة عمل، وأن لقمة العيش السائغة لا تأتي بقضاء النهار بطوله والليل بأكمله في النوم والحلم بوظيفة (فاخرة) وراتب مغر، الكرة الآن في ملعب العاطلين... لهم الخيار في أن ينهوا بطالتهم ويتقدموا لشغر الوظائف المعروضة أمامهم ضمن المشروع الوطني للتوظيف والتدريب... أو أن يستمروا في رفض أية وظيفة تعرض عليهم بحجة أنها لا تناسبهم وراتبها لا يروق لهم... هذا من حقهم قطعاً، لكن يجب ألا يغفل الباحث عن عمل... الذي لا يمتلك أدنى حرفية في مهنة معينة، وفي الوقت ذاته، ليس مؤهلاً أكاديمياً... يجب ألا يغفل عن أمر مهم، وهو أنه لكي يصل الى وظيفة مرموقة وراتب محترم، لابد من أن يعمل ويعمل ويكتسب المهارات والكفاءات والخبرات العملية بالتدرج. نعم، وقفنا مع العاطلين وهتفنا في مسيراتهم، وكتبنا مساندين لهم.. انتقدنا المسيرة (المنحرفة) وأيدنا المسيرة (الحضارية) ورفعنا الصوت مطالبين بحق المواطن في العمل والعيش بكرامة وإنسانية مقدرة، لكننا لم نتحدث، والكلام موصول الى الجمعيات السياسية وعلماء الدين... لم نتكلم عن الموضوع الأهم، وهو دعوة العاطلين لأن يبادروا ويحولوا الظروف لصالحهم من خلال العمل والترقي واكتساب المعارف وفهم أنظمة العمل. لم تكلف أية جمعية نفسها بتنظيم دورة تدريبية للباحثين عن عمل تدربهم على كيفية الاستعداد للانطلاق بحثاً عن وظيفة: كيف يلبس... كيف يتكلم... ما هي المهارات المطلوبة للمقابلة الشخصية، وعلى رغم الكوادر الخبيرة بالجمعيات، لم نجد دورة تدريبية واحدة نظمت لإعداد كوادر مدربة في مجال مهم، ترى، ألم يكن في الإمكان تدريب 10 عاطلين في مجال مهني فني مطلوب بالسوق!
للحديث صلة
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1194 - الإثنين 12 ديسمبر 2005م الموافق 11 ذي القعدة 1426هـ