العدد 1194 - الإثنين 12 ديسمبر 2005م الموافق 11 ذي القعدة 1426هـ

الحرية

المنامة-هدير البقالي 

تحديث: 12 مايو 2017

طبعاً، ليست الاختطافات الليلية شيئاً من الحرية أو القانون، وحينما تنشأ في المجتمعات تجارب «لا ديمقراطية» فمن الحماقة أن نصف ردود الفعل بأنها بربرية أو همجية. هذا للذكرى فقط، إن الحرية تستمد ماهيتها من آليتها الديمقراطية المتأصلة الجذور داخل سيرورة توسع مفتوح ومستمر، فيما يشمل مسارات متشعبة لقضايا العصر المختلفة، والتي تستهدف قمع الحريات بصورة مباشرة للإنسان، وتعزيز القصف الطائفي والعسف الغرائزي لدى المرضى ممن يعتقدون أن الحرية «صنيعة الذات» لا «المجتمع»، وهذا للذكرى فقط، كينونة الحرية، كانت ولاتزال مبحث الإنسان المتعلق بالحياة بحركته ونظريته في استسقاء مطالبه الملحة. لن يكون للأجساد نمو سليم، ولن يكون للحياة سبب يكرمها في ظل القوانين الممسوخة ضد «الحرية»، مادامت تجاربنا تسمح بصوغ خطابات من الدرجة الثانية لجهات سلطوية كل شأنها تزييف اسم الحرية وارتكاب الجرائم العلنية منها و«الليلية السرية» بحقها، وعلى رغم اتخاذها ذريعة للتتكيف مع عتمة الظلام الدامس للديمقراطية فإن هذه الجهات تستمد طلاقتها من إرادة قوية وأفعال بربرية لفهمها لنفسها. امبرطورية الحرية، ليست علماً جديداً يهيمن على واقع الأنظمة الحقوقية الإنسانية، بل هي شكل عالمي من السيادة التي لا حدود لها في أي نطاق من العالم، يؤبد هذا الشكل العالمي سياسة الوضع الراهن للحرية ويتغلغل إلى أعماق الانشقاق التاريخي للأنظمة السلطوية، لذلك تذهب الأنظمة السلطوية إلى إنتاج قيادة فلسفية تراهن على أزمنة قابعة بالدماء. حق الحرية لا يحتاج إلى جلادين كي ينتصر، بل إلى أحرار يتمسكون بأمل الحرية في مراحل متقدمة تطلعاً لإطلاق ديمقراطيتهم المطلقة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً