العدد 1193 - الأحد 11 ديسمبر 2005م الموافق 10 ذي القعدة 1426هـ

أنواع الريادة: المغامرة، ليس المقامرة،

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

الطريق للريادة في الأعمال يختلف من شخص إلى شخص. فالبعض يجد نفسه أمام فرصة سانحة مع شريك أعمال، لا يمكن أن يفوتها حتى إذا لم يكن يفكر بالعمل لنفسه من قبل. أما البعض الأخر فيبذل وقته و جهده لابتكار وإيجاد فرصة ما. مهما تكون الطريقة التي تؤذي إلى الريادة، المهم هو أن تتعرف على أسس مبدئية تقلل من الخطورة وتزيد من إمكان النجاح. فالريادة بأنواعها المختلفة مغامرة، وليست مقامرة، بحسب خبير بيع التجزئة ديفيد جونز هناك 3 أصناف من رواد الأعمال: أ ­ هؤلاء الذين يبتكرون مفاهيم جديدة، ب ­ هؤلاء الذين يكتسبون مفاهيم جديدة من الغير و يطورونها عبر الإدارة القوية، وج ­ هؤلاء الذين يبتكرون مفاهيم جديدة وقادرون على تطويرها عبر الإدارة القوية. إذا تطرقنا لتاريخ عمل جونز، سنجد أنه في بادئ الأمر كان من الصنف ب. فلقد عمل جونز لمحلات الملابس البريطانية «نكست» مع مصمم الأزياء جورج ديفيس. فكرة «نكست» كانت من ابتكار ديفيس، ولكن من قام بتطويرها عبر الإدارة الفعالة هو جونز. للأسف حصل خصام بين ديفيس وجونز، ما أدى إلى ترك جونز «نكست». بعد العمل في «نكست» ابتكر جونز مفاهيم جديدة لبيع الملابس بالتجزئة التي قام بتنفيذها مع هايبر ماركت «أسدا» (الآن جزء من شركة «وال ­ مارت»)، وأيضاً مع «ماركس وسبنسر» (التي اشترت سهمه من المشروع ب 125 مليون دولار). ونرى في الحالتين السابقتين، كانت ريادة جونز من الصنف أ. أياً كان صنف الريادة الذي تجد نفسك فيه، ينصح جونز بالالتزام بوصفة موازنة بين رغبتك في المغامرة (ليس المقامرة،) ومحاسبة مالية راشدة ومعقولة، مبنية على إدارة فعالة للتدفق المالي وحصد الأرباح. ويذكر جونز النقاط التالية: 1 ­ أهدف إلى نمو ثابت وذوي نظرة نمو طويلة المدى في عائد الرأسمال، 2 ­ لا تقصر في الجودة لتضخيم الأرباح، 3 ­ وفر لزبائنك تشكيلة جيدة من السلع والخدمات، 4 ­ عند حال انخفاض كلفتك، أكثر من القيمة للزبون بخصم أسعار البيع وزيادة الجودة، و5 ­ توسع (تكبير المحل أو فتح الفروع) حسب معايير مالية صارمة. لكن الريادة الناجحة لا تقتصر على هذه النقاط الخمس فقط لتقليل خطورة الفشل. فكما ذكرنا في السابق، يجب على المبادر اكتساب مهارات جديدة عبر التعلم المستمر. ومن المهم أن يثقف نفسه دوماً في مجال الإدارة الفعالة في كل جوانب عمله، لأن في نهاية الأمر كما في بدايته، الشركة هي الأشخاص الذين يعملون بها. و هذا في الحقيقة ينطبق أكثر في حال إذا كانت الشركة أصغر وأحدث. على المبادر أيضاً ألا يسلك طريق غير مدروس. ولا يخشى من الشراكة مع من لديه الخبرة لمساعدته. فربما لديه فكرة رائعة، ولكن لهذه الفكرة قيمة اقتصادية غير إيجابية بسبب الخطورة الواردة في تنفيذها من دون الخبرة الضرورية. وإذا عدنا لجونز، فسنرى في كل مشروعاته أنه إشترك مع الآخرين، مهماً كان مصدر فكرة الشركة (من ديفيس في حالة ÷نكستَ ومن جونز نفسه في الحالتين الأخريين).

العدد 1193 - الأحد 11 ديسمبر 2005م الموافق 10 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً