لا أدعي اني امتلك الحقيقة المطلقة في تفكيري أو في فلسفتي للحياة، قد أكون مخطئا ولكن الانسان يعمل بما يحمل من قناعاته لاقناعات الآخرين. وهذه هي مشكلتي، اني لا اؤمن ان اسلم عقلي الى أحد مهما كان هذا الاحد كبيرا ولا يأخذني كثيرا بريق الالقاب .السيد محمد باقر الصدر هذا الفقيه الغريب كان يلزم دور النشر ان يكتبوا اسمه مجردا بلا لقب وكثير هم الذين يرفضون تلك العربات التي تسير وراء الاسماء مشحونة بأكياس الالقاب المتنوعة. اقول انا اطرح قناعات وكثير هو الجدل وانا مازلت اكرر :انا مؤمن بنظرية الامام الحسن وبنظرية شمس الدين في التعاطي مع النظام العربي. لا اؤمن بالثورات ولا بالعنف ولا بالتصادم. اؤمن بالتواصل البناء وتكوين العلاقة مع الانظمة، مع التواصل في سبيل تحقيق حقوق المواطنين من دون ان يمنع ذلك من نقد الأنظمة بالتي هي أحسن. والصراخ ولم انجح ملفا واحدا ولا قضية واحدة وكنت مخلصا في اطروحاتي ولكن يأتيني سؤال ثم ماذا؟مارست الصراخ والاحلام 18 عاما ولم يتم انجاح ولا نصف ملف وفي ثلاث سنوات بعيدا عن الاحلام يتحقق ما يفوق 18 عاما. اذاً كعاقل اختار ايهما؟ الى متى الانتقال من محرقة الى محرقة من صراع الى صراع من مواجهة الى مواجهة من تحد الى تحد وهكذا؟ الحل وهذه قناعة أصبحت بعد تراكم تاريخي ومعرفي وفقهي ومعاناة والم واحزان من مناف وسجون ان خدمة الناس لا تكون فقط بالمظاهرات بل بالمكان ان تكون بالوسطية والعقل والمعرفة وارسال الرسائل التي تعمل على تعزيز الثقة لو لم يكن الا من اجل الاجيال المقبلة. اؤمن ان هناك فقرا وبطالة وآلاما واوجاعا، لكنني دائما أسأل نفسي ما الحل؟ وجدت ان الحل العمل بسياسة الخطوة وعبر التعاون مع المؤسسات الرسمية والاهلية والصحافية وهذا أمر لم اخفه على احد وكل يوم اصرخ به امام الملأ. يتسلى المرء عن ظلم ذوي القربى بدعاء الامهات والمعوزين ولا اريد ان ادخل في التفاصيل والشتام والسباب شخص دكتاتوري يريد فرض رأيه بالقوة والا التجأ للتصفية اذاً ما الفرق بينه وبين الدكتاتوريين. هناك من يشجع هذه الفلسفة في التعاطي مع السلطة وهناك من يلقي عليك الحجارة وكان آخرها رسائل سب وشتم وتخوين وصلتني من أناس عشت معهم في الغربة، أحدهم من عراد والآخر سجنت معه في سجن واحد ويعرف ماذا تعرض له أهلي وأسرتي من آلام قانون أمن الدولة وعلى رغم ذلك راح يصفني بانني خائن دماء الشهداء لانني دعوت الى الاحتفال بالعيد الوطني. السباب والشتام شخص دكتاتوري اما تأخذ برأيه والايخونك ويشهر بك.اذا ما الفرق بين قانونه وقانون امن الدولة؟ وجهان لعملة واحدة. هذه رسائل سأحملها في قبري فهي ذخيرتي يوم نقبل على رب كريم. لا يهم، هذا رأيه واحترم رأيه. لا اريد ان اتعب احدا في رؤاي وتصوري للوضع السياسي لكن حتى لا اتعب احدا في فهم هذه السياسة احب أن أضع النقاط على الحروف ولن تجدوا صراحة اكثر من ذلك وليس عندي خطابان. ان خطابي واحد وقناعاتي لا اتردد في طرحها ولو كل العالم اراد فرض رايه عليّ فرضا قسريا يتعب معي. ليست نرجسية ولكنني شخص احترم عقلي ولا يمكن ان اقبل الآراء بفوقية لو اقيمت الدنيا واقعدت صخبا وضجيجا وصراخا. الالقاب لا تغير شيئا عندي والهالات البشرية لا انفعل بها. قيمة المرء مايحسنه. قيمة اي مثقف اي دكتور اي عالم دين بما يمتلك من رصيد تاريخي للانجازات. كم مبرة اسس للايتام؟ كم طالب فقير ارسله بالخمس الى جامعات اكسفورد وجورج تاون؟ كم مؤسسة معرفية اسس في حياته. كم كتاب معرفي الف في حياته رفع من وعي الجمهور؟ كم فقير احتضنه من قرس البرد وكم عائلة حملها من الموت الى الحياة؟ كم ملف موجع عمل على حله؟ كم فكرة عظيمة طرحها انتشلت الموجعين؟ كم مشروع اقتصادي دخل فيه لاجل نقل الموجعين من الامهم؟ لذلك اسمحوا لي اذا مارفعت القبعة امام السيد موسى الصدر والسيد فضل الله؟ اسألوهم ماذا حققوا من ارقام لصالح الناس على رغم الحروب الاهلية بل والحروب الكلامية من اعداء النجاح. عندما اجلس مع السيد فضل الله ويتحدث الي في الفن والاقتصاد والسياسة والشعر والادب والاناقة والجمال وكلما سألته عن مفكر غربي او عربي اتى باسماء كتبه وقراءته لهم ويحدثك ايضا عن العلاقة مع المسيحيين وغيرهم. هذه ليست دعاية وقد يحمل الانسان نقدا لبعض اطروحات السيد لكن هذا لا يعني عدم الاعجاب ببعض افكاره وتقدير مشروعاته الخيرية للفقراء من الناس. اقول ليس بوسعي الا رفع القبعة، والرجال مواقف وارقام وليسوا كلاما انشائيا. اقول يجب توصيل مسجات تدعم العلائق والثقة بين الحكومة والناس من كلا الطرفين، فالحكومة يجب ان ترفع من مستوى العيش الكريم والناس فلنقل قلة من الناس يجب لا ترفع شعارا يحرق البلد. لهذا سأعمل على توصيل مسجات الثقة من فن ولوحات وكتابة ومواقف لتقوية العلاقة بين الطرفين فقد كثر الوشاة وكثرت الشعارات غير المدروسة والغبية التي تسمم الوضع. الآلام كبيرة ولكن دعونا نكثر من التواصل لعل جروح الماضي تندمل لنعيش في المستقبل. فسقتم المشاركين فماذا ستقولون لهم اذا ما شاركتم في 2006؟وأين سنصرف كل السباب والشتائم والاهانات التي كانت تلقى علينا؟
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1193 - الأحد 11 ديسمبر 2005م الموافق 10 ذي القعدة 1426هـ