نسمع بين الحين والآخر عن تقليعة تظهر هنا وهناك - ونقرأ عن أمور نعجب منها وأحيانا نصاب بالقرف والاشمئزاز من موقف أو حالة شاذة أو سلوكات نعدها خارقة لكل الأعراف والعادات ومخالفة لكل القيم والمثل. ولعل الأكثر إثارة في هذا الواقع هو التشدق بمبدأ الحرية الشخصية وترديد هذه الاسطوانة مبيحين لأنفسهم كل شيء، وطالما أنهم لا يسيئون لأحد من وجهة نظرهم، ويمارسون حريتهم الشخصية التي يكفلها لهم ولغيرهم القانون، إذن فلا شيء في أي فعل مهما كان منافيا لكل شيء يقومون به، ولا ضرر من أي سلوك مهما كان شاذا يمارسونه... إنها الحرية الشخصية! المبالغة الخاطئة في مفهوم الحرية الشخصية مقابل حق المجتمع هي من المآسي التي نواجهها كمجتمعات إسلامية محافظة. فباسم الحرية الشخصية يرتكب الكثير، تجاوزات تنال من ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، وبسببها أصبحنا في تناقض بين ما كنا عليه من تعاليم الدين وموروثات المجتمع، وبين ما نراه في الواقع من مشاهد تتنافى مع هذا كله، وتشهد صمتا غريبا منا إزاءها وكأن الأمر لا يعنينا. الحريات الشخصية ليس فقط في المشهد السياسي وليس في الاجتماعي أو الاقتصادي بل في كل شيء، أولها حفظ الدين والبلد والحق العام ومن ثم السعي إلى حفظ الحق الشخصي، فلا تأتي الحرية الشخصية على تلك الحقوق. الغريب هو أن الساعين إلى تثبيت هذا المبدأ "يحللون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم" من حيث التحرك والضغط وكسب الشارع إلى صفهم، رافضين تحرك البعض نحو فرض آرائهم على الآخرين، فلا ندري هل حمل البعض العصا لفرض رأيه أم اتخذ ما سيتخذه هؤلاء البعض في فرض آرائهم على الآخرين وتثبيت حقهم من خلال الحملات الجماهيرية لإثبات بأنهم غالبية
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1192 - السبت 10 ديسمبر 2005م الموافق 09 ذي القعدة 1426هـ