يحاول البعض في البحرين استيراد مفاهيم التمزيق الطائفي التي يعاني منها العراق اليوم وكأنه لا يرى نتيجة هذه المفاهيم التدميرية على كل المجتمع وكل الوطن. نحن في البحرين لدينا فرص لتقديم انموذج حضاري لأنشطة سياسية اجتماعية توحد أبناء البلد حول الخير وتأخذ بأيديهم إلى مزيد من التقدم. ان المسيرة التي نظمتها الجمعيات السياسية المعارضة أمس الأول أبرزت وجها حضاريا وأسلوبا سلميا لطرح المطالب التي يتفق عليها أبناء الوطن بعيدا عن الأساليب غير الديمقراطية أو تلك التي ينتهجها البعض لأهداف خاصة به. ولكن هذا النشاط الحضاري تواجهه أنشطة متخلفة تعتمد على الاصطفاف الطائفي الذي توسع خلال السنوات الماضية ويبدو أنه مرشح لمزيد من التوسع في العام المقبل استعدادا للانتخابات البلدية والنيابية التي يتوقع أن تخوضها أطراف عدة على أساس طائفي بحت. الغريب أن الجميع يعلن نظريا تنديده بالنهج الطائفي، ولكن الواقع الحالي يشهد بأن النخب والقواعد تستجيب للمحفزات الطائفية بينما يتراجع الاهتمام بالوطن إلى المؤخرة. حتى الآن لم نستفد من ادعاءات الكثيرين بأنهم يهتمون بالكفاءة أو بالوطن أو الصالح العام لأن السياسة الواقعية تحركها أيد طائفية واضحة. فبدلا من الترحيب بمسيرة سلمية تطالب بالحقوق والكرامة نجد البعض ينشر مقالات وإعلانات تشم منها رائحة التحريض الطائفي أو الشعور بعقدة الطائفية القاتلة. البحرين اليوم بحاجة إلى عملية سياسية تليق بمستوى العصر الذي نعيشه وليس بمستوى الانزلاق المدمر الذي يعاني منه العراق حاليا
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1192 - السبت 10 ديسمبر 2005م الموافق 09 ذي القعدة 1426هـ