العدد 1191 - الجمعة 09 ديسمبر 2005م الموافق 08 ذي القعدة 1426هـ

قريباً... سيتمكن كل مواطن من دخول «الشبكة» وتخليص معاملاته

مدير إدارة التجارة الإلكترونية عبدالله الحامد لـ «الوسط»:

يؤكد مدير ادارة التجارة الإلكترونية عبدالله الحامد أن هناك تطورات مهمة على نطاق التوسع في استخدام شبكة الإنترنت في المملكة، بيد أنه يشير في هذا اللقاء الى أن التجربة تمر بمرحلة انتقالية لا مفر منها، وسيتمكن الناس عاجلا أم آجلا من الدخول إلى الشبكة والقيام بمعاملاتهم وتخليصها. وفي الوقت ذاته، يوضح أن «العجز» ليس في المستخدمين، فالناس جاهزون من الناحية التقنية والفنية، فمن الصعب أن تجد شخصا في يومنا هذا لا يستخدم شبكة الإنترنت بأي طريقة كانت، ولكن المشكلة تكمن في التوعية... وهنا تفاصيل الحوار: كيف تقيمون نسبة الاستخدام لشبكة الإنترنت على مستوى مملكة البحرين مقارنة بالدول الأخرى؟ ­ في الحقيقة، إن نسبة استخدام الإنترنت في البحرين مرتفعة جدا، سواء بالنسبة إلى الاستخدام الرسمي أو غير الرسمي. ولمسنا هذا الأمر من خلال المحاضرات والندوات التي كنا ننظمها للمدارس في مختلف المستويات، فحين نوزع الاستبانات يجيب السواد الأعظم من الطلبة بأنهم استخدموا الإنترنت كل بطريقته. صحيح أن بعض الاستخدامات هي استخدامات عادية، إلا أن النسبة العالية للاستخدام هي محط فخر لنا، بل إننا نتباهى بهذه النسبة التي تصل إلى مصاف الدول المتقدمة.

الجهل ونقص التوعية وراء الإحجام

هناك من يرى أن استخدامات الإنترنت لا تعدو كونها استخدامات بدائية، فالعالم بدأ يتعامل بلغة الاستثمار عبر الشبكة العالمية... كيف تقرأ هذا الرأي؟ ­ لحد الآن لا يوجد التبادل التجاري الذي نطمح أن نراه، ولكن هناك شركات كبيرة بدأت تستخدم هذه الخدمة كشركة ألبا على سبيل المثال، إذ اعتمدت في مرحلة التطوير الأخيرة على طلب قطع الغيار من الموزعين بالطريقة الإلكترونية (...) ما نريد أن نتوصل إليه هو أن هذا الاستخدام موجود، ولكن قد يكون الجهل وعدم التوعية سببان في إحجام الناس والتجار عن الانخراط في هذا السلك التجاري العصري الذي لا يعرف الحدود ولا المسافات. ويمكن أن نقول إن هذا المجال يشوبه الحذر لأن الناس لا تعلم عن الإيجابيات أو السلبيات، ولذلك يتوجهون إلى الاستخدام التقليدي المضمون من خلال شراء السلع من التاجر نفسه. ويمكننا أن نحصر استخدامات هذا الجانب في ثلاثة محاور» الأول هو الاستخدام فيما بين الشركات، وهو منتشر في الولايات المتحدة الأميركية على وجه التحديد، وسنغافورة وغيرها من الدول التي تعتبر من الدول الحيوية في التعاملات النشطة. ويمكن لنا أن نسلك مسار هذه الدول عبر البحث عن التعاملات النشطة لدينا ونحولها إلى تعاملات إلكترونية. أما الاستخدام الثاني فهو ما يعرف بالتعامل فيما بين الشركات والمستهلكين، إذ تبيع الشركات سلعها للناس العاديين، والمشكلة لدينا في هذا الجانب تتجسد في خوف الناس وعدم ثقتهم في مزود الخدمة أو منتج السلعة. وباستطاعتنا أن نحرك هذا المجال من خلال تحسيس التجار بأهمية ومزايا البيع والتعامل عبر شبكة الإنترنت، فليس من الضرورة أن يقوم البائع ببيع السلعة، بل يمكنه أن يقدم خدمات للزبائن عبر عرض الخدمات كما تفعل شركة بتلكو مثلا، إذ بإمكان مرتاد موقع الشركة الإلكتروني دفع الفاتورة عبر الموقع، أو حتى ملء بطاقته وغير ذلك من الخدمات. ومن المجالات الأخرى الذي بدأت تنشط في سوق الشبكة العالمية هي مواقع بيع أو شراء العقارات.

العجز ليس في المستخدمين،

وباختصار، نحن في مرحلة انتقالية لا مفر منها، وسيتمكن الناس عاجلا أم آجلا من الدخول إلى الشبكة والقيام بمعاملاتهم وتخليصها... إن العجز ليس في المستخدمين، فالناس جاهزون من الناحية التقنية والفنية، فمن الصعب أن تجد شخصا في يومنا هذا لا يستخدم شبكة الإنترنت بأي طريقة كانت، ولكن أعتقد أن المشكلة هي مشكلة التوعية. وننتقل إلى الاستخدام الثالث وهو التعامل من المستهلك إلى المستهلك، فهناك مواقع للمزاد العلني في الشبكة لبيع وشراء البضائع، وهذه المواقع تلقى نجاحا كبيرا، ونتمنى أن يكون لنا في مملكة البحرين مزاد خاص بنا. وفي هذا الجانب، لا ننسى أن نذكر أن معظم تذاكر سباق الفورمولا 1 التي حصل عليها الأجانب، بيعت من خلال شبكة الإنترنت. إن مملكة البحرين مؤهلة ومجهزة لدخول هذا المعترك الجديد، وكل ما هنالك أن التاجر البحريني التقليدي لم يستفد حتى الآن من التجارة الإلكترونية. ولكن هناك عدداً لا بأس به من الناس استخدموا الخدمات المتوافرة في الشبكة العالمية، وبينت البحوث والدارسات أن 10 من كل 15 شخصاً اشتروا أو استخدموا الخدمات عن طريق الإنترنت.

ظاهرة بدأت تختفي

وماذا عن قرصنة الشبكة العالمية في مملكة البحرين؟ ­ أولاً وقبل كل شيء، لكل استخدام جانبه الإيجابي والسلبي، فهناك من يستخدم جهاز التلفاز لتثقيف نفسه والاطلاع على الثقافات وهناك من يستخدمه استخداماً سلبياً. وهذا الأمر ينطبق على الإنترنت، والقرصنة في الإنترنت ليست بمعنى القرصنة فعليا، فهي بحسب ما يحلو للبعض تعريفه بمعركة بين المنتجين والمستخدمين، ولكن بدأت هذه الظاهرة تختفي تدريجياً، وخصوصاً أن بعض التطبيقات باتت تعتمد على الإنترنت بنسبة 100 في المئة. إن تعاملات الإنترنت من المفترض أن تكون أفضل من ذلك بكثير، لأن المرحلة المقبلة ستشهد اكتساح الإنترنت لمختلف المجالات، ولن يعود مقتصراً على الحاسوب، ولمسنا في هذه المرحلة الحالية بعض الاستخدامات التي أخذت تظهر كاستخدامات «سحس» فبالإمكان شراء المشروبات الغازية مثلا من إحدى الماكينات ويحتسب المبلغ على الهاتف (...) الإنترنت سينتقل إلى أجهزة كثيرة، وسيتحول إلى شيء لا يمكن الاستغناء عنه.

سوق الاتصالات ستشهد تنافساً

ما توقعاتك لسوق الإنترنت في مملكة البحرين في المرحلة المقبلة؟ ­ أتوقع أن تتحرك سوق الاتصالات بشكل كبير، وسنشهد تنافسا كبيرا من قبل مجموعة من الشركات، وستتنافس هذه الشركات في تقديم مختلف الخدمات والأسعار. هذا إلى جانب حدوث حراك سريع في استخدامات الإنترنت من قبل الناس، ولن تبقى هذه الشبكة مجرد شبكة للتصفح والمرور مرور الكرام، وستدخل في معظم الأمور الحياتية. وفي الختام أقول، كما انتشر استخدام الموبايل في العام 95 و،96 وبات كل شخص الآن يعرف كيف يستخدم هذه الخدمة سنشهد التجربة نفسها ولكن مع الإنترنت

العدد 1191 - الجمعة 09 ديسمبر 2005م الموافق 08 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً