العدد 1191 - الجمعة 09 ديسمبر 2005م الموافق 08 ذي القعدة 1426هـ

منظمة التجارة العالمية في مفترق الطرق

عندما تعقد منظمة التجارة العالمية مؤتمرها الوزاري في هونج كونج منتصف الشهر الجاري فإن مستقبلها نفسه سيكون عرضة للخطر. ولقد صارت المنظمة التي ولدت قبل 10 سنوات بمثل ما هي عليه الآن من قوة لأن ما من أحد يستطيع الالتفاف حولها. ومن المقرر أن تصبح السعودية العضو رقم 149 يوم السبت المقبل وانضمت الصين قبل 4 سنوات وتقرع روسيا الأبواب الآن. وتحيط مشاعر البغض بالمنظمة لانها تمثل أيديولوجية التجارة الحرة والايديولوجيات عادة ما تحارب بأيديولوجيات أخري. بيد أن ثمة دبلوماسيين في مقر المنظمة في جنيف يكادون يجمعون على انه لو لم توجد المنظمة في الواقع لكان تعين اختراعها. لماذا؟ لانها عميقة الديمقراطية. فمن الناحية النظرية يمكن لاي بلد صغير أن يتصدى للبلدان الكبيرة. والقرارات يتعين أن تتخذ بالإجماع. تأسست منظمة التجارة العالمية في 1 يناير/ كانون الثاني العام 1995 لتحل محل منظمة الاتفاق العامة للتجارة والتعريفات الجمركية (جات). وتتبع المنظمة قواعد يتعين علي عمالقة التجارة من قبيل الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي الالتزام بها. ويستطيع أي بلد أن يحيل القوي الكبرى إلى محكمة التحكيم ومرة أخري يستطيع من الناحية النظرية أن يكسب القضية. بيد أن الدول الغنية يكون لها في الغالب رأي أحادي الجانب في تحرير التجارة وهو اتهام توجهه الدول النامية والمنظمات غير الحكومية. فهي في الوقت الذي تطالب فيه بحرية الوصول إلى أسواق الآخرين فإنها إما تغلق أسواقها هي أو تدعم الصادرات إلي حد أن الدول الفقيرة لا تستطيع المنافسة في السوق العالمية. ومع ذلك، فان ممثلي الدول الأصغر يقرون الآن بأن الدول الفقيرة صار لها الآن صوت في التجارة العالمية لم يكن مسموعاً من قبل. ويحشد أعضاء منظمة التجارة العالمية أنفسهم في مجموعات. فهناك مجموعة الـ 20 على سبيل المثال ­ التي تتصدرها الدول ذات النمو الاقتصادي السريع مثل البرازيل والهند وجنوب إفريقيا والصين. ونسقت هذه المجموعة مع بلدان إفريقية اجتماع منظمة التجارة العالمية في المكسيك في العام .2003 وفي هونج كونج أيضاً فإن ما من شيء على الأرجح سيتم من دون رغبتها. ولن تكون منظمة التجارة العالمية قوية إلا إذا أراد لها أعضاؤها ذلك. وهذا ما يشار إليه دائما في مقر المنظمة في جنيف. يعرف مدير عام المنظمة باسكال لامي جميع خدع التجارة الدولية. ومن المعتقد أن سيكون بمقدوره التوسط من أجل الوصول إلي حل وسط في هونج كونج يضع خاتمة للجولة الحالية من المفاوضات يقول دبلوماسي غربي ويتفق معه في الرأي كثير من زملائه إذا لم ينجح فان المنظمة ستصبح بطة عرجاء. ومن الواضح فعلاً أن الدول الفقيرة ستكون هي الخاسرة.


استراليا... دور الدول النامية أساسي في مباحثات التجارة

كانبيرا ­ رويترز

قالت استراليا أمس ان طمأنة الدول النامية إلى أن مصالحها لا تلقى الإهمال ستمثل أولوية في الاجتماع الذي تعقده منظمة التجارة العالمية في هونغ كونغ الأسبوع المقبل. وأضاف وزير التجارة مارك فيل ان هناك التزاماً سياسياً متزايداً بالسعي من أجل نجاح جولة الدوحة من مفاوضات تحرير التجارة العالمية التي تعثرت بسبب خلافات بشأن التجارة الزراعية اذ يقاوم الاتحاد الأوروبي ضغوطاً لخفض الرسوم التي يفرضها على الحاصلات الزراعية. وقال فيل للصحافيين «أحد العناصر الرئيسية للنجاح في هونغ كونغ هو ضمان شعور الدول النامية بالثقة في ان مصالحها تلقى العناية التي تلقاها مصالح الدول الغنية». وأضاف أن مواجهة نشأت بين الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة العشر مع تمسك الاتحاد الأوروبي بعدم إجراء تخفيضات أكبر في الرسوم إلى أن تعرض دول نامية مثل البرازيل والهند مزيداً من الخطوات لفتح أسواقها فيما يتعلق بالسلع والخدمات. وفي مطلع الأسبوع وعدت البرازيل والهند بتنازلات جديدة في السلع والخدمات إذا تم التوصل إلى صفقة مقبولة فيما يتعلق بالحاصلات الزراعية. لكن مسئولين بالاتحاد الأوروبي قالوا إن البلدين لم يتقدما باقتراحات ملموسة.

العدد 1191 - الجمعة 09 ديسمبر 2005م الموافق 08 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً