صدقت الدول الموقعة على معاهدة جنيف، أمس، في العاصمة السويسرية (جنيف) على انضمام «نجمة داوود الحمراء» الإسرائيلية إلى منظمة الصليب الأحمر الدولية. ويعني القرار الذي اتخذ بغالبية 98 دولة مقابل معارضة 27 دولة، وخصوصاً دول إسلامية وعربية، وامتناع 10 دول عن التصويت، إضافة شعار جديد إلى التنظيم الدولي عبارة عن «كريستال» على شكل ماسة وخلفية بيضاء، تستطيع «إسرائيل» إدخال نجمة داوود الحمراء بداخلها. وقال الناطق باسم حكومة سويسرا التي تستضيف الاجتماع السنوي للتنظيم: «للأسف، كان من الصعب اتخاذ القرار بالإجماع»، وقال السوريون المعارضون للقرار «إن تنظيم (نجمة داوود الحمراء) يعمل في مناطق هضبة الجولان المحتلة، وليس من المنطق منحه هذه المكانة». وعقب رئيس «نجمة داوود الحمراء» نوعم يفرح على القرار والتصويت قائلا: «لن يذكر أحد في المستقبل نتائج التصويت». وكانت الحكومة الإسرائيلية والمنظمات الصهيونية بذلت جهوداً ضخمة من أجل إقرار بروتوكول ثالث يضاف إلى معاهدات جنيف المبرمة في العام 1949 لإضافة «نجمة داوود» إلى الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وكانت لجان مجموعة دول منظمة المؤتمر الإسلامي قررت تكليف رئيسها والمندوب الدائم لتركيا في الأمم المتحدة بإجراء اتصالات مع السفير السويسري، المبعوث الخاص للحكومة السويسرية لهذا الشأن، يديه فيرتر لاطلاعه على موقف المجموعة الإسلامية المعارض بشكل قاطع لإقرار «نجمة داوود». واعتبرت الدول العربية والإسلامية آنذاك الدعوة السويسرية بمثابة مكافأة لـ «إسرائيل» على جرائمها وانتهاكاتها للمبادئ الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية. التصديق على انضمام «نجمة داوود الحمراء» الإسرائيلية إلى منظمة الصليب الأحمر الدولية هي حلقة في سلسلة «المكافآت» التي تمنح لـ «إسرائيل» من قبل المجتمع الدولي «المنصف» و«المتحضر» لإضفاء المزيد من «الشرعية» لهذه الدولة المجرمة حتى في الأمور الإنسانية التي لا تعترف هي بها لأي عربي ومسلم. وتسعى جاهدة إلى محاربة العالمين العربي والإسلامي إن لم يكن بصورة مباشرة فبغيرها وحتى بالتطبيع. وكما عقب رئيس «نجمة داوود الحمراء» على القرار والتصويت قائلاً: «لن يذكر أحد في المستقبل نتائج التصويت». وهو صادق في هذه الكلمة، فلن يذكر أحد المعارضين للقرار أو الممتنعين عن التصويت عليه، فالمهم أن قرار الانضمام صودق عليه، وفشلت الدول العربية والإسلامية في منع ذلك