يسدل الستار مساء اليوم بإقامة احتفالية «وشائج» المصاحبة لتدشين كتاب الشاعر علي عبدالله خليفة باللغتين العربية والإنجليزية بمركز عيسى الثقافي بالقرب من مركز أحمد الفاتح الإسلامي، حيث يلتقي فيها الشعر من جهة ومن جهة أخرى أنغام الموسيقى واللوحة التشكيلية، فضلا عن الغناء والنثر.
وتقام الاحتفالية تحت رعاية رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، بحضور بعض الشخصيات الرسمية والفكرية والأدبية والفنية من البحرين وبعض دول الخليج، وحشد من المهتمين.
ويشارك في الاحتفالية التي ستنطلق عند الساعة الثامنة مساء الشاعر البحريني علي عبدلله خليفة، صاحب كتاب «وشائج»، مع لفيف من المبدعين والنقاد من مختلف الدول، من بينهم الفنانة التشكيلية الفرنسية شانتال لوجندر.
وفي هذا السياق قالت شانتال لوجندر إن ما جعلها تجسد شعر علي عبدلله هو لعبه بالبوح والخفاء وتطرقه إلى الماضي والحاضر. واعتبرت أن هذه التجربة جعلت في شعر علي عبدالله رحلة بحث وتنقيب يمكن لأي كاتب أو شاعر من ثقافة أخرى أن يجد نفسه فيها.
وأضافت شانتال أن الترجمة لم تكن عائقا في تجربة «وشائج»، لأن ثلاث حساسيات التقت فيها، وهي: حساسية الشاعر والمترجم والفنان، مشيرة إلى أنها لو تلقت النصوص المترجمة من دون لقاء الأطراف الثلاثة لكان العمل مختلفا.
وأوضحت شانتال أنها استخدمت في هذه الكتاب 27 لوحة منها 10 لوحات أنجزت لهذا العمل، وما تبقى اختيار بين الفنانة والشاعر والمترجمة.
بينما شددت الشاعرة والمترجمة المغربية ثريا إقبال على ضرورة الترجمة لنقل التجارب الشعرية من لغة إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى، بشرط أن تكون هناك موسيقى داخلية وجمالية في اللغة الأخرى، «إضافة إلى أنني أترجم ما يصلني من إحساس».
وقالت إقبال إن «ما أثارني في شعر علي عبدالله خليفة هو علاقة الشاعر بالطفولة والحنين إلى الماضي، الذي يبدو أجمل بكثير من الواقع، وهناك أيضا العلاقة مع المكان، مع البحر، ومع البسطاء في بلاده، وهذا كله في لغة أنيقة وجميلة لا تخلو من شاعرية على رغم الألم الذي يتخلل قصائده».
ويتضمن برنامج الاحتفالية قراءات نثرية موجزة باللغة العربية والفرنسية للناقدة التونسية نور الهدى باديس، والشاعرة والمترجمة المغربية ثريا إقبال، بينما يؤدي القراءات الشعرية الشاعر علي عبدلله خليفة باللغة العربية، وبالفرنسية المسرحي الفرنسي فيليب شانويل، ويتخللها مؤثرات موسيقية لمحمد حداد.
من جهته، قال الفنان عبدالله يوسف الذي وضع «سينوغرافيا» العرض: إن التقنيات الحديثة في فنون البصريات أصبحت تأخذ دورا كبيرا بالنسبة إلى المتلقي، وبالتالي لابد أن توظف في إلقاء الشعر. وأضاف أن: تجربة عرض «لا يتشابة الشجر، وقلب واحد» وصل صداهما إلى خارج البحرين من خلال عرض أقيم في إمارة الشارقة، وبالتالي رأينا لابد تطوير هذه التجارب. وأوضح أن ثمة عوامل لابد أن تتوافر في العرض لكي يتكامل وهي: أداء الشاعر، والتعبير عن المفردات، ومستوى البصريات، وهذه العوامل يمكن أن نجدها في عرض «وشائج».
وخلص الفنان عبدالله يوسف بالقول إنه لابد من الاستفادة من عناصر المسرح وفنون البصر في الشعر لتمثل ممازجة تمكن المتلقي من أن يصل إلى المعنى أسرع.
وتعد هذه التجربة الممتدة لأكثر من أربعين عاما من أبرز التجارب الشعرية لخليفة، التي اختزل الشاعر في ثناياها تجربة عكست عمق التلاقي والتفاعل بين الشعوب والثقافات. وستشهد الاحتفالية في ختامها توقيع الكتاب من قبل الشاعر والتشكيلية الفرنسية وإهداء نسخ إلى الحضور.
العدد 2432 - الأحد 03 مايو 2009م الموافق 08 جمادى الأولى 1430هـ