التأم شمل زعماء العالم الإسلامي في قمة استثنائية بكل معنى الكلمة أمس في مكة المكرمة وذلك لمناقشة الشئون الملحة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. ولاشك فقد استلهم القادة روح الأرض المقدسة ومهبط الوحي وقبلة المسلمين وخرجوا بقرارات يعتقد أنها ستعيد في حال تطبيقها بحذافيرها للأمة وحدتها المفقودة وللدين الإسلامي الحنيف صورته المشرقة رمزا للسلام والتسامح وقبولا للآخر بعد أن لطخه أعداء الداخل والخارج بما يسمى الإرهاب. لقد اكتسبت هذه القمة أهمية بالغة في مواجهتها إلى ما تتعرض له الأمة الإسلامية من تحديات جسام ومخاطر كبيرة تستهدف معتقداتها الدينية ومقوماتها الثقافية والمحاولات للربط بين الإسلام وأعمال العنف التي تمارسها مجموعات لا تمت للإسلام بصلة والدين منها براء. وهي تأتي قبيل انعقاد مؤتمر شعبي عام وجامع ألا وهو الحج الأكبر. لقد بحثت القمة بصورة مستفيضة اعتماد خطة عشرية للسنوات العشر المقبلة تتضمن وسائل وسبل كفيلة بمعالجة الهجمة الشرسة على الإسلام من المتربصين به سواء من الملل الأخرى أو من أبناء جلدته ممن يحملون أفكارا متطرفة وهدامة. وتعالج الخطة سبل تحقيق التضامن الإسلامي والنهوض بالمسلمين وحل مشكلاتهم والتعاون فيما بينهم في المجالات التي تسهم في تعزيز صفهم وتصحيح صورة الإسلام في العالم والدفاع عن مبادئه بالحوار والحكمة والموعظة الحسنة. وتقتضي الخطة العشرية إعادة هيكلة مجمع الفقه الإسلامي ليصبح مرجعية فقهية عليا تنضوي تحت رايتها جميع الشعوب الإسلامية. ومن هذا المنطلق يأمل كل مسلم أن تكون القمة تطرقت لكل ما يهمه في دنياه وآخرته بما أن الإسلام لا يفصل بين الدولة والدين والحكم والعبادة. ويرجو كل مسلم أن يكون القادة، قد تعهدوا سرا وعلانية بتبني وتفعيل الإصلاح (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله) السياسي في بلدانهم للقضاء على مظاهر العنف والتطرف وذلك بإطلاق الحريات العامة، حرية العقيدة والعبادة وحرية الرأي والتعبير وحرية تكوين الكيانات السياسية والنقابات والجمعيات الخيرية وتداول السلطة عبر الاقتراع الحر والنزيه، وذلك لتفويت الفرصة على المتربصين بالأمة.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1189 - الأربعاء 07 ديسمبر 2005م الموافق 06 ذي القعدة 1426هـ