أدى التغير الملحوظ والسريع في درجة حرارة الجو خلال الأيام الثلاثة الماضية (الخميس والجمعة تحديدا) إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات استهلاك الكهرباء. وتعد المؤشرات المسجلة الحمل الأقصى الذي رصدته هيئة الكهرباء والماء لهذا العام، وذلك بحسب آخر مؤشرات الهيئة بشأن الاستهلاك اليومي للطاقة. وتعود أسباب ذلك إلى ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة النسبية.
ولعبت درجة الحرارة التي بلغت أكثر من 50 درجة مئوية، وفوق المعدل الطبيعي وفقا لإدارة الأرصاد الجوية دورا كبيرا، لتستهلك البحرين أكثر من 1395 ميغاوات بعد أن كان المعدل مستقرا نسبيا طيلة الأشهر الستة الماضية تحت معدل استهلاكي لم يتجاوز الـ 900 ميغاوات، أي تم استنزاف نحو 50 في المئة من القدرة الكهربائية المتاحة يوميا.
ويُتوقع أن ترتفع معدلات استهلاك الكهرباء تدريجيا مع ارتفاع درجة الحرارة العظمى وتزامنا مع توغل فصل الصيف، علما بأن معدلات استهلاك المياه ترتفع بنسبة متفاوتة أيضا.
وتوفر هيئة الكهرباء والماء حاليا عبر 5 محطات توليد للطاقة في البحرين قدرة إنتاجية لتغطية أكثر من 2500 ميغاوات، مع العلم أن البحرين تستهلك خلال أوقات الذروة من الصيف أكثر من 90 في المئة من الطاقة المنتجة يوميا.
وتعكف هيئة الكهرباء والماء حاليا على زيادة الطاقة الإنتاجية في المياه والكهرباء لتفادي أية مشكلات طارئة خلال موسم الصيف خصوصا، وذلك بالعمل على تطوير شبكات النقل والخطوط الفرعية الموصلة للطاقة، بالإَضافة إلى تحفيز أنابيب نقل المياه لنقل كميات أكبر من المحطات الرئيسية إلى الفرعية الموزعة، إذ بدأت الهيئة في إعداد وتصميم وتنفيذ أكثر من 400 مشروع لتقوية شبكات الجهد المنخفض للكهرباء بجميع محافظات البحرين منذ صيف العام 2008 وتم الانتهاء من عدد كبير منها لحد الآن، إلى جانب مشاريع المياه، وذلك من خلال مد كابلات إضافية لاستيعاب الأحمال الكهربائية المرتفعة، وكذلك استبدال محولات المحطات الفرعية بمحولات ذات سعات كهربائية أكبر حجما.
وعن عملية نقل وتوزيع الكهرباء، فإنها تنقل على النحو النموذجي الذي يتمثل في نقل الطاقة الكهربائية المنتجة بين معمل الطاقة ومحطة فرعية على مقربة من منطقة سكنية، وذلك نتيجة للقدرة الكبيرة من الطاقة التي يتم إدخالها والنقل الذي يحدث عند جهد عالٍ، وأنه وفقا للنظام في البحرين يصل إلى 33 كيلوفولت أو أعلى من ذلك. ويتم نقل الكهرباء عادة لمسافات طويلة عبر خطوط نقل الطاقة العلوي (الأسلاك المعلقة)، وكذلك عن طريق الخطوط الأرضية بصورة مكثفة في المناطق المكتظة بالسكّان؛ لكونها آمنة للبشر، غير أن كلفة التركيب والصيانة تعتبر عالية نسبيا.
ونظرا إلى كون المسافات بين المناطق المكتظة بالسكّان في البحرين قصيرة، فإنّ أغلب الطاقة يتم نقلها بواسطة الكابلات الأرضية. كما أنّ المهندسين يعملون على تصميم شبكات النقل من أجل نقلها بشكل فعال بقدر الإمكان، مع الأخذ في الحسبان سلامة الشبكات وإمكانية الاعتماد عليها كأفضليه عليا. ويتم استخدام عناصر لتلك الشبكات كخطوط وكابلات الطاقة وقاطعات الدورة والمفاتيح والمحولات.
ويحسن زيادة جهد النقل باستخدام محولات متقدّمة تتميز بوجود فعالية تخفيض التيار في الموصلات، في الوقت الذي يتم فيه الحفاظ على الطاقة ونقلها بصورة متساوية تقريبا إلى إدخال الطاقة التي يتم تزويدها بها. أمّا التيار المخفض المندفع خلال الموصل حيث يعمل على تخفيض الخسائر في الموصل وعليه، اعتمادا على قانون (اوم)، فإنّ الخسائر تتناسب مع مربع التيار، ويتم الحصول بذلك على انخفاض واضح في خسائر النقل.
وفي المحطات الفرعية فإنّ المحولات تستخدم لتخفيض الجهد إلى جهد أقل مستوى بهدف استخدامها للتوزيع إلى الاستخدام المنزلي والتجاري والصناعي. أمّا قطب النقل فهو عبارة عن شبكة لمحطات الطاقة ودوائر النقل وللمحطات الفرعية التي يُشار إليها أيضا بالنظام الرئيسي.
العدد 2432 - الأحد 03 مايو 2009م الموافق 08 جمادى الأولى 1430هـ