«إن في اتحادنا قوة. .. وفي تفرقنا ضعف»... مقولة صدق بها الرئيس الإماراتي الراحل (حكيم العرب) الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فاتحاد الإمارات العربية أكثر التجارب الوحدوية نجاحا. فعلى مدى الأعوام الأربعة والثلاثين التي انقضت على ذلك اليوم التاريخي الذي رفع فيه علم دولة الإمارات العربية المتحدة خفاقا بين أعلام الأمم، قدمت هذه الدولة التي رآها الكثيرون صغيرة بحجمها، وسلموا أخيراً بكبر إنجازاتها، الكثير من أشكال العمل السياسي والوطني الناجح. فالإمارات قدمت بقيادة بانيها ومؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان نموذج أول اتحاد عربي تذوب فيه الكيانات وتندمج فيه البنى والمؤسسات الحيوية... ونجحت. كما قدمت تلك الدولة نموذجا في سياستها الخارجية مبنياً على التوازن والمنفعة المتبادلة... ونجحت أيضاً. أما اليوم فتوج خلفه الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، هذا النجاح بـ «عرس ديمقراطي»، إذ أعلن قرار بانتخاب نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي. فكان ذلك نموذجا مطورا لفلسفة الشورى ومشاركة الشعب في الحكم يقوم في جانب منه على ما اعتاده العالم من ممارسة كاملة لعملية الانتخاب التمثيلي، وفي الجانب الآخر على ما اعتاده شعب الإمارات في اختيار كل إمارة لاكفأ أبنائها كي يكونوا ممثلين عن كل الشعب وفقا لما ورد في الدستور. إن دخول الإمارات في انتخابات، حتى وإن كانت جزئية كبداية، فإنها خطوة لابد منها، كدليل على وعي واهتمام بكل الحاصل من التغيرات في منطقتنا، ودليل أيضا على وعيها باحتياجات المرحلة المقبلة من عمر التطور والتغيير الذي تعيشه المنطقة. أخيراً ليكن تجربة اتحاد الإمارات نموذجا نحتدي به نحن العرب جميعا، فربما يقودنا ذلك إلى نجاح يرفعنا من كل عثراتنا على مدى العقود الماضية.
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1187 - الإثنين 05 ديسمبر 2005م الموافق 04 ذي القعدة 1426هـ