طالب النائب الوفاقي وعضو لجنة الدفاع والخارجية والأمن الوطني جلال فيروز بتشكيل لجنة لدراسة أسباب تراجع مستوى الحريات في البحرين الذي يؤثر على سمعة وصورة البحرين في الخارج لا محالة، وبالتالي يؤثر على المكانة العالمية للبحرين، وعلى خطط جلب الاستثمار العالمي.
وأبدى فيروز قلقه الشديد «إزاء تراجع مستوى الحريات في البحرين، ولاسيما حرية التعبير وحرية الصحافة»، معبرا عن صدمته «من التقرير الدولي الذي أرفقته منظمة بيت الحرية (Freedom House) إذ صنفت البحرين بأنها من الدول «غير الحرة» على المستوى الصحافي للعام 2009».
وقال فيروز: «إن التراجع الكبير لمرتبة البحرين في مستوى حرية الصحافة من المرتبة 111 في التقرير الصادر العام 2008 إلى المرتبة 156 في تقرير العام الجاري، هو تراجع مقلق جدا»، مستغربا من كون البحرين خلال أعوام منذ 2002 إلى 2004 تصنف على أنها ذات صحافة حرة، إذ كانت البحرين من الدول ضمن أول 100 دولة في هذا المجال، وحصلت على المركز 67 في العام 2004»، مستدركا «لكننا تراجعنا بشكل كبير وأصبحنا في مؤخرة الدول، بحيث سبقتنا دول عربية أخرى مثل الكويت ولبنان ومصر». وأضاف «حتى الدول الخليجية الأخرى مثل قطر والإمارات جاء ترتيبها أفضل من البحرين»، مشيرا إلى أنه من المفترض أن يدق جرس الإنذار في عقول أصحاب القرار بالدولة لإنقاذ حرية الصحافة وتطوير التجربة.
وأردف بقوله: «كنا نتوقع هذا التصنيف المنخفض لأننا لمسنا هذا التراجع في الحريات على مستوى الإعلام، وان الرأي الحر والمستقل عن توجهات الحكومة يظل هامشه ضيقا جدّا في وسائل الإعلام».
وأضاف «ليس غريبا علينا أن يتم تصنيف البحرين بهذا المستوى السيئ وذلك بسبب الإجراءات المخالفة لحقوق الإنسان والتي اتخذتها الحكومة في الآونة الأخيرة ومن جملتها، إغلاق المواقع الإلكترونية المحسوبة على المعارضة، على رغم أنها تسمح بمواقع إلكترونية أخرى قريبة من الحكومة وتبث سمومها الطائفية، وتقذف وتشتم معتقدات بعض الطوائف».
وأشار إلى أن «هناك انتقائية في رفع الدعاوى ضد الصحافيين بحجة نقدهم اللاذع للحكومة، حتى أصبحت قاعات المحاكم خلال العام الماضي تعج بالصحافيين أكثر من أي عام مضى».
وأكد أن «إصرار الحكومة على انتقاص حرية التعبير بات واضحا، فمن جهة تطلب نشر اعترافات متهمي الحجيرة في الصحف ووسائل الإعلام بينما تحجب ذلك فيما يتعلق بخلايا إرهابية يتم ضبطها مع أسلحة متطورة ومتفجرات وإقرار بمخططات لتفجيرات بمقاصد سياسية وطائفية».
وختم فيروز بقوله: «على الأطراف كافة أن تتحلى بسعة الصدر إزاء الكلمة الصادقة والمخلصة، وهذا ينسحب على الحكومة ومسئولي الصحافة على حد سواء، فإننا نبدي قلقنا لإقصاء عدد من الصحافيين أو معاقبتهم أو فصلهم نتيجة جرأتهم وشجاعتهم في طرح الحقائق الدامغة وفضح بعض الممارسات الخاطئة أو نتيجة توجهاتهم، حتى أصبح بعض الصحافيين يضطر إل الانتقال من صحيفة إلى أخرى وإلى ثالثة في فترة زمنية قصيرة نتيجة الضغط الذي يلاقيه من قبل القائمين على الصحافة».
العدد 2432 - الأحد 03 مايو 2009م الموافق 08 جمادى الأولى 1430هـ