العدد 1187 - الإثنين 05 ديسمبر 2005م الموافق 04 ذي القعدة 1426هـ

في معرض الكوفي مضامين وراء ستار العدسة

القدم-المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

ما الذي يطرحه المعرض الأول للفنان والمصور البحريني علي الكوفي؟ هل هو الحياة الواقعية للإنسان البحريني أم هو موضوع الهوية؟ تلك الأفكار راودتني وأنا أتأمل في معرض علي الكوفي الأول. الذي افتتحه الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة مساء السبت 3 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بجمعية البحرين للفنون التشكيلية. والذي حاول فيه الكوفي أن يستشعر لوناً وضوءاً آخر للصورة المنتقاة بالعدسة. وهو لون ربما اسـتأثر أيضاً بتجربة المصور علي خميس في محاولة منه لتحويل صورة الآلة الجامدة الى صورة حية تموج بالألوان حينما وجد بغيته في تشكيل صورة العدسة الفوتوغرافية. ان علي الكوفي في معرضه الفوتوغرافي الأول يبدو قادراً على تضمين صور أو لوحات معرضه ذلك النسيج البديع الذي يمتد ليشمل مجالات من حياة الانسان البحريني وقطاعات متنوعة منه وآفاقاً وتصورات مختلفة الأبعاد والمضامين. الأمر الذي يحيلنا بالضرورة الى التأكيد على أن الكوفي وعلى رغم جملة التداعيات المخيفة التي تحيط بواقع اليوم والتي تخلق لدى الفنان خصوصاً صداعاً ومأزقاً ابداعياً بسبب كثرة التيارات الفكرية والفنية المعاصرة إلى جانب تعدد وسائل الاتصال والانفتاح الثقافي الا أنه يبدو في معرضه الأول واثقاً من قدرته على الاحتفاظ بهويته. ففي الوقت الذي أعلن فيه الكثير من الفنانين عدم قدرتهم على التعاطي مع ملامح الحياة الواقعية فهم قد انطلقوا إلى تيارات وأفكار عصرية وجدوا فيها مناخاً ملائماً لهم أكثر. نجد الكوفي شديد الحرص على مسألة الهوية فلا يبرح يعبر عنها من خلال صور حياة البحارة والزراع. ولاشك أن استخدام تلك المفردات في التعبير عن هوية الفنان هي عملية مطروقة من قبل فقد استأثرت باهتمام الرعيل الأول من فناني البحرين وامتدت لتشكل المصدر المهم للفنانين اللاحقين. ولكن أن تتحول تلك المفردات إلى خاصية تجسد علاقة المصور بما يحيط به فتلك ميزة تفرد بها المعرض. ففي الوقت الذي تمتلئ فيه عين المشاهد بتلك الأعمال الكثيرة والمتنوعة نجد تلك الأعمال على كثرتها تدهش المشاهد بحجم الخبرة والحرفية فيها وهو الأمر الذي تمثل جلياً في بروز الأعمال في وجوه وتشكيلات غنية ومتنوعة. فالجهد الكبير الذي تكشف عنه تلك الأعمال تبدو معه الأعمال وكأنها صورة بكر لم يمسسها احساس إنسان ما، ولم يتم التعرف على جمالياتها وبصماتها بشكل واضح. فإلى جانب المعنى الذي يوحي باقتراب المصور الفنان من تجريد الصورة إلى أشكال والوان نجد تلك اللغة القادرة على إثارة الكثير من المضامين المتخفية وراء ستار الأشكال بانحناءاتها والتواءاتها





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً