عندما يبتلى جزء كبير أو غالبية من الشعب بمن يصلون إلى مواقع لربما نستطيع تسميتها بالقرار، وأن يتم اعتبارهم (بحكم مواقعهم طبعا) شخصيات عامة من شأنها أن تحصل على الجزء الكبير من الاحترام والتقدير الاجتماعي على الأقل لاسيما السياسي والإعلامي على المستويات المحلية والخارجية، والحصول على الفرصة السانحة بأفضل حال من غيرهم في بث أفكارهم مهما كانت سطحية أو سوقية أو هي سمومهم لا أعلم عن طريق هذه الوسائل الإعلامية المُتاحة ربما لهم أكثر من غيرهم، فهي ذاتها الشخصيات التي تقوم مقام الطالب المشاكس (المقرون بالغباء طبعا) في الفصل، إذ لا يستطيع المعلم أن يواصل تدريس باقي الطلبة والسير في المنهج الدراسي المفروض عليه بسبب مشاكسة هذا الطالب (المميز)، والأدهى من هذا كله عندما يعتبر هذا الولد المشاكس نفسه جادا في مسيرته التعليمية ويصدق روحه ويندمج في الدور الذي يلعبه، إذ يتم استغلاله من أطراف أخرى من خارج الفصل تستفيد كثيرا من غبائه وتحرك هذه اللعبة ويتبع أجندتها حتى من دون أن يعلم!
وكون نوعية هذه الشخصيات التي ذكرناها موجودة في مجلس النواب تتميز بأفكار غريبة واهتمامات سطحية لا تتعدى «نقاب» هنا أو إطلاق لحى قوانين تجرم (الشتم) هناك! فالصحافة تتعامل مع هذه النماذج ليس على مستوى الفكر بقدر ما تتعامل معهم على أساس السخرية والسذاجة، ومن سوء حظ المجلس أن المعارضين حصلوا على فرصة ذهبية خارقة في طرح فشل مستوى المجلس بسبب هذه النماذج التي وصلت إلى المجلس بالغفلة! فتعامل الصحافة معهم وبطريقة عرض أفكارهم تصنع منهم نجوما وأبطالا للسخرية لا أكثر!
وخير دليل على هذا النموذج السيئ هو عندما اعتلى أحد النواب (نواب الغفلة) منبر الجمعة ليصدح بالدعاء (على) شريحة هي الغالبية في هذه الجزيرة الصغيرة ناعتا إياهم بالروافض وكلنا يعلم من المقصود بهؤلاء الروافض في البحرين، والتي عارضه فيها حتى مؤيدوه وطالبوه بالاعتذار... ولكن هنا تأتي مقولة العذر الأقبح من ذنب... عندما يقول إنني لا أقصد الشيعة من الدعاء على الروافض! جازما بأنه لا يخلو من الجبن في طرح أفكاره وسبابه على الناس... فأي عاقل يعيش على هذه الأرض لا يعرف مُصطلح الروافض ومن المقصود به؟!
ولكن العيب ليس فيه وحده بأن يتجرأ ويقول ويقترح ما يحلو له من فتن في وقت حرج تمر به البحرين وكل الأطراف مشحونة مع تعلق كل المشكلات من دون حل... ولكن يصل العتب إلى المسئولين الذين لا يردون منكرا في مثل هذه الحالات، ويجعلونه يتعدى ويتمادى في تنفيذ أجندته أو أجندة من لا أعلم في مواصلة شق الصف وإثارة الفتنة بين الطائفتين الكريمتين الشيعة والسنة في البحرين وكأننا ناقصين بلاوي!
إن المطلوب في مثل هذه الحالات ليس أكثر من صد مثل هذه الهرطقات... وعدم التفاعل معها لاسيما والصحافة التي بدت بعضها واضحة في تهميشه إيمانا منها بعدم جدوى التفاعل معه، وعليه فقد اتجه إلى الشارع والمنابر لطرح برنامجه الانتخابي ومواصلة برنامجه الطائفي الذي بدأ فيه ولكن لم يسعفه الحظ أو الوقت للانتهاء منه وأمله في برلمان 2006 لمواصلته.
إضاءة
ماذا يعني أن يحتاس من أصدروا لهم البطاقات الذكية ويظلوا يستخدمون صورا من بطاقاتهم السكانية لتسيير أمورهم اليومية في بعض الإدارات الحكومية والأهلية؟
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1186 - الأحد 04 ديسمبر 2005م الموافق 03 ذي القعدة 1426هـ