أصدر المشاركون في مؤتمر اليونسكو لليوم العالمي لحرية الصحافة والذي عقد في العاصمة القطرية مساء أمس (الأحد) إعلان الدوحة وذلك بعد يومين من التداول والبحث.
وأكد المؤتمر الذي عقد تحت شعار «إمكانات الإعلام في الحوار والتفاهم والمصالحة» أن حرية التعبير حق أساسي ضروري لتحقيق الحريات الأخرى. كما شدد على أهمية الإعلام المستقل والتعددي في ضمان الشفافية والمساءلة والمشاركة كعناصر أساسية للحكم الصالح وتنمية حقوق الإنسان.
ودعا البيان الذي حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه المؤسسات الإعلامية إلى الالتزام بتطوير مؤهلات الصحافيين المهنية ودعم الجمعيات والمنظمات المستقلة لإرساء أنظمة محاسبة إعلامية طوعية قائمة على التنظيم الذاتي وممارسة أعلى المعايير المهنية والأخلاقية وتطبيق المبادئ الأساسية للصحافة الأخلاقية في أعمالها عبر إيلاء عناية خاصة لدى تغطية المواضيع الحساسة شأن الدين والتنوع الثقافي والجريمة والهجرة والإرهاب.
ودعا الإعلان الدول الأعضاء في اليونسكو إلى إرساء أطر قانونية من شأنها ضمان حرية التعبير تضمن للإعلاميين أداء عملهم بحرية وسلامة ودون تهديد، وأخذ الإجراءات اللازمة لضمان التحقيق والادعاء في حال حدوث عنف ضد الصحافيين.
كذلك دعا الدول للحرص على تضمين أنظمتها الدستورية والتشريعية الضمانات الملائمة والفعالة الكفيلة بتأمين حرية الفكر والمعتقد والدين للجميع دون استثناء وتسهيل وإنتاج ونشر وتبادل البرامج حول الحوار وبناء السلام والمصالحة التي تتوجه إلى الأطفال والشباب عبر تأمين المساعدة لاكتساب حقوق التوزيع والترجمة.
كما دعا البيان منظمة اليونسكو إلى تعزيز الترويج لدور وسائل الإعلام الجديدة والتقليدية كمنصة للحوار عبر تحسين القدرات الضرورية لإعداد تقارير مستقلة وتحليلية. كما شهدت العاصمة القطرية أمس حفل تكريم صحافي سريلانكي بمنحه جائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة للعام 2009.
وحضرت قرينة أمير قطر الشيخة موزة بنت ناصر المسند، ومدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) كويشيرو ماتسورا حفل تكريم الصحافي لازانثا ويكريماتونجا في ختام مؤتمر استمر لمدة يومين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وعقب استعراضات موسيقية راقصة من الفلكلور القطري في الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، ألقت سونالي ويكريماتونجا أرملة الصحافي السريلانكي التي حضرت الاحتفال بيانا.
وقالت سونالي في البيان الذي قرأته ابنة أختها: «بالنيابة عن ويكريماتونجا، وزملائه الصحافيين المستعدين للمخاطرة بحياتهم وحريتهم، أشكركم من أعماق قلبي».
واختير ويكريماتونجا على خلفية مقال افتتاحي كتبه ونشر في الثامن من يناير/ كانون الثاني 2009، أي بعد ثلاثة أيام من مقتله، في صحيفة «صنداي ليدر» التي أسسها في العام 1994.
وكتب ويكريماتونجا في افتتاحيته» كثيرا ما يسألني الناس لماذا أخوض تلك المخاطر، ويقولون لي إنها مسألة وقت على تصفيتي... طبعا أعرف أنه لا مفر من ذلك، ولكن إن لم نتكلم الآن، فلن يكون هناك أحد ليتحدث بالنيابة عن أولئك الذين لا يمكنهم الكلام».
ووجد أعضاء اللجنة أنفسهم مندفعين إلى خيار شبه إجماعي بفضل رجل كان مدركا بوضوح للمخاطر التي يواجهها، لكنه رغم ذلك فضّل أن يرفع صوته، حتى وهو في قبره.
وقُتل ويكريماتونجا رميا بالرصاص على يد مجموعة من الرجال يرتدون ملابس سوداء فوق دراجات بخارية حيث كان يقود سيارته على أحد الطرق السريعة. ولم يتم اعتقال أي شخص على خلفية الجريمة.
العدد 2432 - الأحد 03 مايو 2009م الموافق 08 جمادى الأولى 1430هـ