العدد 1185 - السبت 03 ديسمبر 2005م الموافق 02 ذي القعدة 1426هـ

العيدان... والأمر الواقع

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

بدءاً، نقول لمن كان عيد فطرهم أمس ولمن سيكون عيدهم اليوم: هونوا عليكم «نغص» العيدين وأنتم مفترقون، ومبارك عليكم عيداكما، وكل عيدين وأنتم بخبر.

لم يعد غريباً أبداً الحديث عن عيدين اثنين لأسرة واحدة في بيت واحد. فبينما يتأهب الأب وبعض أولاده لصلاة العيد، تستغرق الأم في النوم استعداداً لإعداد آخر إفطار لها ولـ «نصف العائلة»! ذلك موضوع على رغم تشعبه دخل حيز «الروتين» بعدما أشبع طرحاً وتعليقاً ودراسة و و...

ظاهرة الاختلاف على هلال العيد في حد ذاتها ليست جديدة، ففي الماضي كما يحدث الآباء كان يحصل هذا الاختلاف، غير أنه لم يصل إلى ما نحن فيه. فبسبب طبيعة الانتماء الديمغرافي وانطواء كل مجموعة مناطق تحت عباءة واحدة من العلماء آنذاك لم تجد هذه الظاهرة متسعاً من النفوذ، أما الآن وقد تعددت الانتماءات وتشتت الاتجاهات نتيجة التوسع العمراني من جهة والتطور التكنولوجي من جهة أخرى، أضف إلى ذلك ظهور الكثير من القيادات الدينية في هذا البلد الصغير فضلاً عن العالم الإسلامي، فإن الأمر بات مختلفاً جداً. ومن الطبيعي مع كل هذه التغيرات أن نصل إلى مفترق «أعياد». لأنها ضريبة التعددية، ألا نؤمن بالتعددية؟!

ما يدور في حديث المجالس هذه الأيام من سخط على المعنيين ربما سيبقى نكهة العيد الدائمة، بعيداً عن التماس الأعذار، ليس لشيء إلا للحرقة التي تنتاب الآباء الذين يرون أسرهم منشقة على نفسها في كل مرة، ما يبدد فرحة العيد ويحيلها إلى «قرحة».

البعض صار يروج للقبول بالأمر الواقع، واعتبار الأمر طبيعياً، إذ إنه لا يلوح في الأفق بصيص توحد، وخصوصاً عندما يكون في كل سنة السابقون هم أنفسهم السابقون واللاحقون هم اللاحقون

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 1185 - السبت 03 ديسمبر 2005م الموافق 02 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً